للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ربها} [الزمر: ٦٩]، فيقال للجهمي:

هل الله نور؟ فيقول: هو نور كله، قيل له: فالله في كل مكان؟ قال:

نعم، قلنا: فما بال البيت المظلم لا يضيء من النور الذي هو فيه، ونحن نرى سراجاً فيه فتيلة يدخل البيت المظلم فيضيء؟!!، فعندها يتبين لك كذب الجهمي، وعظيم فريته على ربه. (١)

٦) هذا القول الفاسد الباطل أشد كفراً ونفاقاً من قول النصاري، فإذا كان معتقد النصارى أن الله -تعالى- قد حلَّ فى المسيح عليه السلام، فقد جعل الجهمية الحلولية أن الله -تعالى - قد حل في كل مخلوقاته.

٧) لهذا القول الفاسد من اللوازم الباطلة ما يكفى لرده ودحضه، ومن ذلك أنه الله -تعالى - يحل أجواف العباد وأجسادهم، وأجواف الكلاب، والخنازير، والحشوش، والأماكن القذرة، تعالى الله عما يقوله أهل الزيغ والإلحاد علواً كبيراً.

٨) كل آية في القرآن تبين أن لله ما في السموات والأرض وما بينهما ونحو ذلك فإنها تبطل هذا القول؛ فإن السموات والأرض وما بينهما وما فيهما إذا كان الجميع له وملكه ومخلوقه امتنع أن يكون شيء من ذلك ذاته؛ فإن المملوك ليس هو المالك والمربوب ليس هو الرب والمخلوق ليس هو الخالق؛ ولهذا كان حقيقة قول الاتحادية أن المخلوق هو الخالق والمصنوع هو الصانع لا يفرقون بينهما. (٢)

قال عبد الله بن المبارك:

نعرف ربنا بأنه فوق سبع سماوات، على العرش استوى، بائن من خلقه، لا نقول كما قالت الجهمية. (٣)

٥) وأما قول الجهمية المعطلة:

" إن الله - تَعَالَى - ليس داخل العالم ولا خارجه ":


(١) وانظر الإبانة الكبرى (٧/ ١٣٩) والتوحيد لابن خزيمة (ص/١١٢)
(٢) بيان تلبيس الجهمية (٢/ ٢٥٢) وانظر المسائل التى حكى فيها شيخ الإسلام الإجماع (ص/ ٤٠٧)
(٣) رواه البيهقي في الأسماء والصفات (رقم/٩٠٣) والبخاري في خلق أفعال العباد (ص/٣٠) وسنده صحيح.

<<  <  ج: ص:  >  >>