للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي ذلك يقول صاحب الجوهرة: "ويستحيل ضِدُ ذى الصفات في حقه كالكون في الجهات " (١)

* الرد على الأشاعرة:

١) كل ما سبق ذكره في الرد على الجهمية المعطلة يقال هنا رداً على الأشاعرة. ٢) الاستحالة التى يبنى عليها الأشاعرة نفيهم لصفة العلو، والتى نص عليها صاحب الجوهرة ومن يسير على طريقته (٢)، هى استحالة عقلية اتخذها الأشاعرة ديناً حكماً على النصوص الشرعية، على طريقة " وما آتاكم العقل فخذوها، وما نهاكم عنه فانتهوا "

قال أبوالعباس ابن تيمية:

إن وجوب تصديق كل مسلم بما أخبر الله به ورسوله من صفاته ليس موقوفًا على أن يقوم عليه دليلٌ عقليٌّ على تلك الصفة بعينها، فإنه مما يعلم بالاضطرار من دين الإسلام أن الرسول- صلى الله عليه وسلم- إذا أخبرنا بشيءٍ من صفات الله- تعالى - وجب علينا التصديق به، وإن لم نعلم ثبوته بعقولنا، ومن لم يقرّ بما جاء به الرسول حتى يعلمه بعقله فقد أشبه الذين قال الله عنهم: {قَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ حَتَّى نُؤْتَى مِثْلَ مَا أُوتِيَ رُسُلُ اللَّهِ اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ} [الأنعام: ١٢٤].

ومن سلك هذا السبيل فهو في الحقيقة ليس مؤمنًا بالرسول، ولا متلقيًّا عنه الأخبار


(١) قال البيجوري في شرح هذا البيت (فليس -أي الله تبارك وتعالى- فوق العرش ولا تحته، ولا عن يمينه ولا عن شماله... فليس له فوق ولا تحت، ولا يمين ولا شمال..) شرح جوهرة التوحيد (ص ١٦٣).
(٢) وقد نص على مثل ذلك: الباقلانى والآمدى واللقانى، كما فى الإنصاف (ص/٥١) وهداية المريد (ص/١٥٩) وغاية المرام (ص/٣٠١).

<<  <  ج: ص:  >  >>