للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

* هذا خلق الله، فأرونى أى عقل جهول يتوقف افي إثبات صفات الله - كالعلو - خشية الوقوع فى القول بالتحيز أو التشبيه أو المماثلة؟!! وصدق الله {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ}

* وأما إطلاق لفظ المكان في حق الله تعالى:

إطلاق لفظ المكان في حق الله عز وجل نفياً أو إثباتاً من الأمور التي لم يرد بها كتاب ولا سنة، بل ينبغي الإمساك عن إطلاق هذا اللفظ، والوقوف عند ما ورد به النص من استواء الله على عرشه فوق سماواته. لأن لفظ المكان من الأمور التي تحتمل حقاً وباطلاً، ولأهل العلم تفصيل في ذلك:

٢ - فقد يراد بالمكان أمر عدمي:

وهو ما فوق العالم من العلو، والله سبحانه وتعالى فوق العالم غير مفتقر إلى شيء من مخلوقاته. فيصح إطلاق أن الله في مكان بهذا المعنى.

وإن كان الأولى الإمساك عن إطلاق هذا اللفظ نفياً أو إثباتاً، حيث أن النصوص قد انتهت إلى إثبات العلو المطلق في حقه سبحانه وتعالى، وأنه مستوٍ على عرشه كما أخبر.

٢ - وقد يراد بالمكان أمر وجودي:

وهو ما يحوي الشيء ويحيط به، أو ما يستقر الشيء عليه بحيث يكون محتاجاً إليه، والله - عز وجل - منزه عن المكان بهذا المعنى الذي يقتضي الإحاطة والافتقار. (١)

* وبهذا التفصيل يتبين الوجهة عند من نفى من السلف المكان عن الله تعالى، كما ورد ذلك فى قول ابن حاتم السجزيّ:

" وعند أهل الحق أن الله - سبحانه - مباين لخلقه بذاته، فوق العرش بلا كيفية، بحيث لا مكان " (٢).

*وهل يصح إطلاق لفظ الجهة في حق الله تعالى؟؟

والجواب:

نقول أولاً:

أن لفظ " الجهة "مما لم يرد إثباته ولا نفيه في أدلة الشرع، ويغني عنه ما ثبت فيهما من أن الله تعالى في السماء، كما هو وارد في حديث الباب.

ثانياً:

ننظر إلى المعتقَد للقائل بالجهة:


(١) منهاح السنة ٢/ ١٠٦" و"الألباني: مقدمة مختصر العلو (ص/ ٧٢).
(٢) رسالة السجزي إلى أهل زبيد في الرد على من أنكر الحرف والصوت (ص/٧٨)

<<  <  ج: ص:  >  >>