وقد استدل الإمام الشوكانى بحديث أصحاب الغار على مشروعية التوسل بأهل الفضل والعلم في حياتهم وبعد مماتهم، بأن يقول القائل: " اللهم إني أتوسل إليك بالعالم الفلاني "، باعتبار ما قام به من العلم. *والجواب من وجوه: ١ - أن الحديث بأدنى نظر فيه يُقطع بأنه أجنبي عن المسألة؛ فالثلاثة قد توسلوا إلى الله -تعالى-بأعمالهم الصالحة التي قاموا بها بأنفسهم، ولم يتوسلوا بالصالحين ولا بأعمالهم. فأين وجه الدلالة من الدليل على المراد من التقرير؟!! وإذا فسد الاستدلال بطل المستدل عليه. ٢ - أنا لا نسلم أن الفاضل إذا كان فضله بالأعمال كان التوسل به توسلاً بالأعمال الصالحة، لم لا يجوز أن يكون التوسل به توسلاً بذاته؟ بل هو الظاهر؛ فإن حقيقة التوسل بالشيء التوسل بذاته، والتوسل بالأعمال أمر خارج زائد على الحقيقة، ولا يصرف عن الحقيقة إلى المجاز إلا لمانع. وانظر صيانة الإنسان عن وسوسة الشيخ دحلان (ص/٢٠٢) و"الدر النضيد شرح وتعليق مدحت آل فراج" (ص/١٠٠) (٢) أخرجه أحمد (٢٢٩٥٢) وأبو داود (١٤٩٤) والترمذي (٣٤٧٥) وصححه الألبانى في"صحيح أبي داود" (١٣٤١)