الْمُسْلِمِينَ (١٦٣)}
(الأنعام/١٦٣)، وقال تعالى (إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُوا لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) (الأعراف/١٩٤).
وقال تعالى (ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ (١٣) إِنْ تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ) (١٤)) (فاطر/١٣ - ١٤)
ولكنكم لا تفقهون، وبالأهواء تسيرون.
* وكذلك قالوا:
حديث عثمان بن حُنيف -رضى الله عنه- قد دل على مشروعية الاستشفاع بالموتى لقضاء الحاجات وتفريج الكروبات!!
وكانوا قد ركنوا في ذلك إلى ما ورد في حديث الباب من قول الرجل الضرير في دعاءه:
" يَا مُحَمَّدُ إِنِّي أَتَوَجَّهُ بِكَ إِلَى رَبِّي فِي حَاجَتِي هَذِهِ فَتَقْضِي "!!
* وهنا نقول:
انظر كيف يتبجح روَّاد الأضرحة والمقامات، فتراهم يستدلون بحديث الباب على زعمهم وأهواءهم، فانظر كيف تصف ألسنتهم الكذب " أنَّ لهم الحجة "، لا جرم أنهم خاطئون، وأنهم مفرطون.
فحديث عثمان بن حُنيف - رضى الله عنه - الذى ورد في حديث الباب قد ورد فيه توسل الرجل إلى الله -تعالى - بدعاء النبي- صلى الله عليه وسلم- له، وهذا يتضح من سياق قوله:
" ادْعُ اللَّهَ أَنْ يُعَافِيَنِي "، وقوله: " اللَّهُمَّ شَفِّعْهُ فِيَّ... "، وعليه فقول الرجل في دعاءه: " يَا مُحَمَّدُ إِنِّي أَتَوَجَّهُ بِكَ إِلَى رَبِّي": أى أتوجه بدعائك إلى ربي، فهو توسل بدعاء النبي- صلى الله عليه وسلم- حال حياته.
* ففارق بين التوسل إلى الله -تعالى - بدعاء الحى، كما هو في حديث الباب، فهذه قربة إلى الله تعالى؛ فإنه يسأل الله تعالى، لكن يجعل ذلك بوسيلة أحد، وبين الاستشفاع إلى الله -تعالى - بالموتى عند القبور والمقامات، بدعوى (هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ....)!!
*فمن سوَّى بين الأمرين فحاله كحال من قال (إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا)
*وأما ما ورد من زيادة للحديث جاء فيها: " فإن كان لك حاجة فافعل مثل