للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النَّاسَ قَحْطٌ فِي زَمَنِ عُمَرَ، فَجَاءَ رَجُلٌ إِلَى قَبْرِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، اسْتَسْقِ لِأُمَّتِكَ فَإِنَّهُمْ قَدْ هَلَكُوا، فَأَتَى الرَّجُلَ فِي الْمَنَامِ فَقِيلَ لَهُ: ائْتِ عُمَرَ... الحديث. (١)

* والرد على ذلك من وجوه:

الأول:

هذا الأثر منكر يغلب عليه الوضع، وقد أُعلَّ بعلل متعددة، نذكر منها:

١) جهالة الرَّجل الذي أتى إلى قبر النبيِّ صلى الله عليه وسلم.

وما ورد من تسميته ببلال بن الحارث المُزَني، وعدُّه من الصحابة، فلا يصح؛ لأنه من رواية سيف بن عمر التميمي، وقد قال عنه ابن حبان:

يروي الموضوعات عن الأثبات... ، وكان يضع الحديث. (٢)

٢) جهالة مالك الدار؛ لأن مالك الدار غير معروف العدالة والضبط،، وقد أورده ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (٤/ ٢١٣) ولم يذكر راوياً عنه غير أبي صالح هذا، ففيه إشعار بأنه مجهول.

وقال الحافظ المنذري في "الترغيب" (٢/ ٤١ - ٤٢) ومالك الدار لا أعرفه). وكذا قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (٣/ ١٢٥) والألبانى. (٣)

الثانى:

على فرض صحة هذا الأثر فلا يكون حجة لمن جوَّز التوسل بالنبي -صلى الله عليه وسلم- بعد موته وذلك لنكارة متنه؛ وذلك لأن مثل هذا الأمر لم يفعله أحد من الصحابة


(١) أخرجه البيهقى في دلائل النبوة (٧/ ٤٧) وابن أبي شيبة في المصنف (٣٢٠٠٢)
(٢) هو سيف بن عمر التميمي البرجمي، ويقال السعدي ويقال الضبعي ويقال الأسدي الكوفي، قال عنه أبو حاتم: " متروك الحديث يشبه حديثه حديث الواقدي"، وقال أبو داود: " ليس بشيء "، وقال النسائي، والدارقطني ضعيف وقال ابن عدي بعض أحاديثه مشهورة وعامتها منكرة لم يتابع عليها. قال الحاكم اتهم بالزندقة وهو في الرواية ساقط.
وانظر المجروحين (١/ ٣٤٥) والميزان (٢/ ٢٥٦) وتهذيب التهذيب (٤/ ٣٩٦)
(٣) وانظر مسند الفاروق عمر بن الخطاب لابن كثير بتحقيق إمام بن علي بن إمام (١/ ٣١٩) والتوسل: أنواعه وأحكامه (ص/١١٨)

<<  <  ج: ص:  >  >>