للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أو صالح؛ فهم يوقعون العداوة بين الناس في كذبهم.

لذا ولكثرة الكذب فى هذا الباب فقد أغلقه الشرع مع الدجالين والعرَّافين من الإنس، قال صلى الله عليه وسلم: " من أتى عرَّافاً فسأله عن شيء لم تُقبل له صلاة أربعين ليلة ". (١)

وقال صلى الله عليه وسلم: "من أتى كاهناً فصدَّقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد ". (٢)

٤ - أن الأصل فى ذلك هو سد الذريعة وحسم المادة؛ فقد تؤدي الاستعانة بالجن إلى حصول خلل في العقيدة؛ فترى المستعين يلجأ إليهم ويتعلق بهم تعلقاً يبعده عن الخالق سبحانه وتعالى، الواقع والتجربة شاهدان على ذلك. (٣)

والمتتبع لحال كثير من الرقاة والمعالجين بالقرآن يرى كم الدجل والشركيات التى وقعوا فيها في هذا الباب.

قال أحمد في الرجل يزعم أنه يعالج المجنون من الصرع بالرقى والعزائم، أو يزعم أنه يخاطب الجن ويكلمهم، ومنهم من يخدمه؛ قال:

ما أحب لأحد أن يفعله، تركه أحب إليَّ. (٤)

وهذا يراد به التحريم، كما هو المعلوم من نصوص الإمام أحمد وألفاظه.

*تنبيهات:

١ - أما ما يُنقل عن شيخ الإسلام ابن تيمية من تجويز ذلك فهو محمول -والله أعلم- على ما إذا فعلوا شيئاً من غير أن يطلب منهم، أو أخبروا الشخص وهو قادر على أن


(١) أخرجه مسلم (٢٢٣٠)
(٢) أخرجه أحمد (٩٥٣٢) وأبوداود (٣٩٠٤)، وانظر صحيح الجامع (٥٩٣٩)
(٣) قال صالح بن عبد العزيز آل الشيخ:
وقد بَلَغَنِي بيقين عن بعض من يتعاطى القراءة وهو من الجَهَلَة، ليس من أهل العلم ولا من طلبة العلم ممن فَتَحَ هذا الباب فسَيْطَرَ عليه الجن وهو لا يعلم في هذا، وأصبح يأمرونه بأشياء وينهونه عن أشياء، وربما أَذَلُّوهُ في بعض الأمور، فَسَدُّ الذريعة في هذا واجبٌ ولا يجوز التساهل به.
(٤) وانظر الآداب الشرعية (١٩٨/ ١)

<<  <  ج: ص:  >  >>