للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فكل ما يتصف به المخلوقات من حسن وقبيح ومدح وذم إنما المتصف به عندهم: عين الخالق، وليس للخالق عندهم وجود مباين لوجود المخلوقات منفصل عنها أصلاً؛ بل عندهم ما ثم غير أصلًا للخالق ولا سواه. ومن كلماتهم: " ليس إلا الله ". (١)

*تنبيه:

مما نشير إليه هنا أن التكلف الباطل فى توجيه كلام هؤلاء الضآلين وحمله على المحامل الحسنة ما هو إلا نوع من التلبيس والتضليل، وتسمية الأشياء بغير اسمها.

فقد وقفت على طرف من ذلك لما طالعت بعض شروحات على " فصوص ابن عربى "، أمثال: " حل كلمات الفصوص " لعبد الغنى المقدسي، وشرح القاشانى على الفصوص، وكذلك شرح عبدالرحمن المصطاوى لديوان "ترجمان الأشواق" لابن عربي، فتراهم يأتون على ألفاظ هى من الضلال البيِّن و الكفر الصريح فيتأولونها بما يوافق الهوى.

حتى أن أحدهم وهو يبرر ما نطق به النكرة ابن عربي من الكفريات يقول:

والذى دعاهم لتكفير ابن عربي الذي حين قال وهو ينفض جُبّته:

" ما في الجُبّة إلا الله "، لأنهم ظنوه يصف نفسه بالألوهية، وما كان يقصد سوى أنه لا حقيقة إلا الله الموجود في كل شيء، وما عداه لا شيء! (٢)

وأمثلة ذلك كثيرة لمن طالع كتب القوم، ومن ذلك شرح القيصري على التائية (١/ ٧٢) والمحب المحبوب شرح التائية للكتانى (ص/٨٠)

* نقول:

ولكنَّ الأمر ما قاله الفاسى، وصدق رحمه الله:

" وبعض المثنين علي ابن عربي يعرفون ما في كلامه من المنكرات، ولكنهم يزعمون أن لها تأويلات، وحملهم على ذلك كونهم تابعين لابن عربي في طريقته، فثناؤهم على ابن عربي مطروح لتزكيتهم معتقدهم" (٣).


(١) مجموع الفتاوى (٢/ ١٢٣)
(٢) من مقال " لماذا توقفنا عن استخدام عقلنا؟! " للكاتب أسامة الشاذلى من موقع " الميزان ".
(٣) " عقيدة ابن عربي وحياته " لتقي الدين الفاسي (ص /٣٩)

<<  <  ج: ص:  >  >>