للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقوله:

" بي يسمع وبي يبصر وبي يبطش وبي يمشي " بين معنى قوله: {كنت سمعه وبصره ويده ورجله}، لا أنه يكون نفس الحدقة والشحمة والعصب والقدم وإنما يبقى هو المقصود بهذه الأعضاء والقوى وهو بمنزلتها في ذلك. (١)

قال ابن حجر:

ولا متمسك للاتحادية ولا القائلين بالوحدة المطلقة؛ لقوله في بقية الحديث " ولئن سألني، ولئن استعاذني.... "، فإنه كالصريح في الرد عليهم. (٢)

قال الشيخ ابن العثيمين:

فلو قال قائل:

ظاهر الحديث أن الله -تعالى- يكون سمع الإنسان وبصره ويده ورجله، فلماذا تؤولون هذا الحديث وتقولون: " إن المراد أن الله يسدد هذا الرجل في سمعه وبصره ومشيه وبطشه "؟

*فالجواب أن نقول:

لأن عندنا دليلاً يدل على ذلك، وهو قول الله عز وجل في الحديث القدسي:

(وما تقرب إلىَّ عبدي... فهنا يوجد عابد ومعبود، ويوجد متقرب ومتقرب إليه (ما تقرَّب إلي عبدي)، ويوجد فارض ومفروض عليه (مما افترضت عليه) وفيه أيضا سائل ومسئول، ومعطي ومعطى، ومستعيذ ومستعاذ به، في قوله:

(ولئن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه).

وكل هذا يدل على التباين بين هذا


(١) مجموع الفتاوى (٢/ ٣٩٠)
(٢) فتح الباري شرح صحيح البخاري (١١/ ٣٤٥)

<<  <  ج: ص:  >  >>