للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فدل العطف بالفاء على أن دخولهم النار حصل عقيب إغراقهم، وأنه قبل يوم القيامة. (١)

وهذه الأدلة القرآنية ربما تأولها المعارض ولم يرها دالة على إثبات عذاب القبر؛ لكن كثرتها وظهور كلام السلف فيها يدل على أنها في عذاب القبر والبرزخ.

وأما الأحاديث الدالة على عذاب القبر أحاديث متواترة، وممن نص على تواترها:

أبوالعباس ابن تيمية وابن القيم والطحاوى و ابن عبد البر وابن الملقن، وقد ذكر الكتانى رواة أحاديث عذاب القبر من الصحابة -رضى الله عنهم- فعد اثنين وثلاثين نفساً، وسمَّى غيره أسماء رواة الصحابة فعد تسعة وأربعين صحابياً. (٢)

وقد بوَّب أصحاب الصحاح فى مصنفاتهم أبواباً فى إثبات عذاب القبر، كما هو فعل البخارى، قال: " باب ما جاء في عذاب القبر "، وفى صحيح مسلم: " باب:

" إثبات عذاب القبر والتعوذ منه ".

قال ابن عبد البر: والآثار في عذاب القبر لا يحوط بها كتاب. (٣)

وروى الشيخان عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ-رضى الله عنه- عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ:

{يُثَبِّتُ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ} [إبراهيم: ٢٧] " قَالَ: " نَزَلَتْ فِي عَذَابِ الْقَبْرِ.


(١) شرح النونية للهراس (١/ ٤٧)
(٢) وانظر مجموع الفتاوى (٤/ ٢٨٥) والروح (ص/٥٢) والتفسير القيم (ص/٣٧٦) الإعلام بفوائد عمدة الأحكام (١/ ٥١٦) والتمهيد (٢٢/ ٢٤٧) ولقط اللآلئ المتناثرة (ص/٢١٣) ونظم المتناثر من الحديث المتواتر (ص/١٢٦) وشرح الطحاوية (ص/٣٩٩) والصحيح المسند فى عذاب القبر ونعيمه (ص/٩)
(٣) التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد (٢٢/ ٢٥١)

<<  <  ج: ص:  >  >>