للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وجعلوه شرطاً في كون المرء من أهل القبلة. (١)

*وأما الشيعة الإمامية فقالوا:

إن النظر في معرفة الله - تعالى- واجب بالاتفاق، وفرض على كل مكلف بحكم العقل أن يتفكر في صفات الله - تعالى- ويعرفه بتلك الصفات وجوباً. (٢)

وأصل البلاء عند القوم جميعهم هو إنكارهم للمعرفة الفطرية، بل تصريحهم بأن وجود الله - تعالى - غير معلوم بالاضطرار، وإنما يُعلم بالنظر والاستدلال، وهذا ما قرره وصرح به القاضي المعتزلي عبد الجبار، وتبعه على ذلك الباقلاني. (٣)

*وأما الأشاعرة ففى تنصيصهم على إيجاب المعرفة أوالنظر فقد حددوا مسالك عقلية ينبنى عليها إثبات وجود الله تعالى.

وهذه المسالك تدور فى جملتها على مسألة الحدوث والإمكان، وأنه لإثبات وجود الخالق لابد من إثبات وجود الأجسام، والأجسام لا تخلو عن الحوادث، وكل ما لا يخلو عن الحوادث فهو حادث، فكان حدوث العالم هو برهان وجوده تعالى. (٤)


(١) كما اختار ذلك السنوسي، فقد نقل الأقوال في إيمان المقلد، وأرجعها إلى ثلاثة: أنه كافر، وأنه عاصٍ، وأنه مؤمن. واختارالقول الأول، وقال بهذا الجوينى، كما في الشامل (ص/٣٣). وقال صاحب الجوهرة:
إذ كل من قلّد في التوحيد... إيمانه لم يخل من ترديد.
(٢) مختصر التحفة الاثني عشرية (ص/٧٠)
(٣) قال القاضي المعتزلي عبد الجبارفي كتابه شرح الأصول الخمسة (ص /٣٩):
«إن سأل سائل فقال: ما أول ما أوجب الله عليك؟
فقل: النظر المؤدي إلى معرفة الله تعالى؛ لأنه تعالى لا يُعرف ضرورة ولا بالمشاهدة، فيجب أن نعرفه
بالتفكر والنظر»
* وقال بعد أن ذكر أنواع الدلالة وقسمها أربعة أنواع: العقل، والكتاب والسنة، والإجماع. قال:
"ومعرفة الله لا تنال إلا بححة العقل" ثم علل ذلك بأن ما عدى العقل من الدلالات والحجج فرع على معرفة الله وتوحيده وعدله. ولو استدل بشيء منها على الله لكان ذلك استدلال بفرع للشيء على أصله وذلك لا يجوز".
(شرح الأصول الخمسة (ص: ٨٨)
وانظر شرح الكبرى مع الحواشي (ص ٣٩) ومنهج الأشاعرة في العقيدة (ص/٢٣)
(٤) وانظر المواقف (ص/٢٤٥) ونهاية الإقدام (ص/١١) وأم البراهين (ص/١٩٤)
قلت:
من أعظم ما عوَّل عليه الأشاعرة فى إثبات وجود الله-تعالى- هو إثبات حدوث الأجسام، ودليل حدوث الأجسام هو حلول الحوداث. وعلى هذا الأصل بنى الأشاعرة قولهم بنفى الصفات عن الله تعالى، إلا الصفات السبع، بدعوى أن ما سوى هذه السبع إذا قامت بالله -تعالى- فهو يعنى قبوله للحوادث، وبالتالى فهو حادث!!
وانظر عقائد الأشاعرة لمصطفى باحو (ص/٣١)

<<  <  ج: ص:  >  >>