للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

* والراجح الصحيح هو ما ذهب إليه أهل السنة، ومن نصوص السنة الدالة:

١ - الأول: حديث الباب:

فقد نصت روايات حديث الباب أن أول ما يجب على المكلف هو معرفة الله -تعالى- بالتوحيد والعبادة.

قال عبد الرحمن بن قاسم النجدي معلقاً على حديث الباب:

فلا واجب على المكلفين أعظم من التوحيد علماً وعملاً، ومن أدلته هذا النص وغيره؛ فإن قوله:

" فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة ألا إله إلا الله "، مع قوله:

"إنك تأتي قوماً من أهل الكتاب" يعني أنهم أهل علوم وكتب وحجج، ومع ذلك أمره

أن يدعوهم إلى إفراد الله بالعبادة، لكونهم محتاجين إلى أن تبين لهم ذلك. (١)

قال ابن حجر:

وفي كتب النبي - صلى الله عليه وسلم- إلى هرقل وكسرى وغيرهما من الملوك يدعوهم إلى التوحيد إلى غير ذلك من الأخبار المتواترة التواتر المعنوي الدال على أنه صلى الله عليه وسلم لم يزد في دعائه المشركين على أن يؤمنوا بالله -تعالى- وحده ويصدقوه فيما جاء به عنه، فمن فعل ذلك قُبِل منه، سواء كان إذعانه عن تقدم نظر أم لا. (٢)

٢ - الثانى:

عَنِ ابْنِ عُمَرَ-رضى الله عنهما - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ:

«أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، ... " (٣)

فقد بيَّن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه يقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله.... "، فإذا قالوها كف عن قتالهم وقبل إسلامهم، ولم يقل " حتى يستدلوا على معرفة الله.. "، ولم يؤمر بمطالبتهم بالاستدلال على معرفة معبودهم.

ففي هذا دلالة ظاهرة على ما ذهب إليه المحققون والجماهير من السلف


(١) حاشية كتاب التوحيد (ص/٥٧)
(٢) وانظر فتح الباري (١٣/ ٥٠١) ومباحث الربوبية (ص/٢٣)
(٣) متفق عليه.

<<  <  ج: ص:  >  >>