للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحوض هي فى الحقيقة أحاديث متواترة قد أفادت العلم اليقيني القطعي بوجود حوض النبي صلى الله عليه وسلم، فماذا بعد النقل إلا الضلال؟!

*وممَّن خاض في حديث الحوض بالتحريف الباطل:

الخوارج والرافضة الذين تذرَّعوا بحديث الباب للقول بالحكم بالردة على الصحابة رَضى الله عنهم.

فأما الخوارج فقد ذهبوا إلى تكفيرعلى بن أبي طالب وعثمان وعمرو بن العاص ومعاوية وأبا موسى رضى الله عنهم، وجميع أصحاب قضية التحكيم وأهل الجمل وصفين.

وأما الروافض فقد كفَّروا جمهور الصحابة رضى الله عنهم، ولم يستثنوا من ذلك الحكم إلا القليل، ذكروا منهم:

"علي بن أبي طالب، المقداد بن الأسود، أبا ذر الغفاري، عمَّار بن ياسر، حذيفة بن اليمان"، مستدلين على ذلك بحديث الباب.

قال عبد القاهر البغدادي:

وأما الإمامية من الروافض فقد زعم أكثرهم أن الصحابة ارتدت بعد وفاة النبي - صلى الله عليه وسلم - سوى علي وابنيه، ومقدار ثلاثة عشر منهم. (١)

*ومن الروايات الواردة في حديث الباب، والتى عضَّدوا بها مذهبهم:

قوله صلى الله عليه وسلم:

" لَيَرِدَنَّ عَلَيَّ الْحَوْضَ أَقْوَامٌ ثُمَّ لَيُخْتَلَجُنَّ دُونِي، فَأَقُولُ: أَيْ رَبِّي أُصَيْحَابِي أُصَيْحَابِي، فَيَقُولُ إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ، إِنَّهُمْ لَمْ يَزَالُوا مُرْتَدِّينَ عَلَى أَعْقَابِهِمْ مُنْذُ فَارَقْتَهُمْ"

وفي رواية أبي بكرة -رضى الله عنه- يرفعه:

" لَيَرِدَنَّ عَلَيَّ الْحَوْضَ رِجَالٌ مِمَّنْ صَحِبَنِي وَرَآنِي، حَتَّى إِذَا رُفِعُوا إِلَيَّ وَرَأَيْتُهُمْ اخْتُلِجُوا دُونِي، فَلَأَقُولَنَّ رَبِّ أَصْحَابِي أَصْحَابِي، فَيُقَالُ: إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ ". (٢)

* والجواب على ذلك من وجوه:

١ - الوجه الأول:

قد مدح الله -عزوجل - الصحابة -رضى الله عنهم- فى مواضع عدة من كتابه الكريم،


(١) الفرق بين الفرق (ص/٢٧٧)
ومن افتراءتهم في هذا ما يرونه عن جعفر الصادق أنه قال:
" كان الناس بعد موت النبي -صلى الله عليه - أهل ردة إلا ثلاثة: "المقداد وأبو ذر وسلمان"
وانظر لذلك: الكافي للكلينى (٨/ ٢٠٠) ودراسات فى الكافي للكلينى، هاشم الحسينى (١٢/ ١)
(٢) أخرجه أحمد (٢٠٤٩٤) وابن أبي عاصم في "السنة" (٧٦٥)، وحسنه ابن حجر في الفتح (١١/ ٥٣٧)

<<  <  ج: ص:  >  >>