للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يستغفروا لهم، بل سبُّوهم وحملوا لهم الغل في قلوبهم. قال شيخ الإسلام ابن تيمية بعد أن ذكر آيات الحشر الثلاث من قوله تعالى: لِلْفُقَرَاء الْمُهَاجِرِينَ [الحشر: ٨] إلى قوله: رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ [الحشر: ١٠].

قال رحمه الله:

وهذه الآيات تتضمن الثناء على المهاجرين والأنصار وعلى الذين جاءوا من بعدهم يستغفرون لهم، ولا ريب أن هؤلاء الرافضة خارجون من الأصناف الثلاثة، فإنهم لم يستغفروا للسابقين، وفي قلوبهم غل عليهم، ففي الآيات الثناء على الصحابة رضى الله عنهم، وعلى أهل السنة الذين يتولونهم، وإخراج الرافضة من ذلك، وهذا نقيض مذهب الرافضة. (١)

٣ - الوجه الثالث:

أن الصحابة -رضى الله عنهم- هم سدنة هذا الدين وأمناءه، فهم الذين قاموا على حفظ حياضه من ولوغ أهل البغى الافتراء والنفاق؛ لذا فإن الطعن فيهم هو طعن في كل ما تناقلوه من ميراث النبوة ومشاكي الوحى المنزَّل.

قال عمر بن حبيب:

حضرت مجلس الرشيد، فاحتج البعض بحديث يرويه أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم، فدفع بعضهم الحديث بأن أبا هريرة -رضى الله عنه - متهم فيما يرويه، وصرَّحوا بتكذيبه.

ورأيت الرشيد قد نحا نحوهم، فقلت يا أمير المؤمنين:

إن الَّذِي قلته وجادلت عَلَيْهِ فِيهِ إزراء عَلَى رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وعلى ما جاء بِهِ، إِذَا كَانَ أصحابه -رضى الله عنهم- كذَّابين فالشريعة باطلة، والفرائض والأحكام فِي الصلاة والصيام والطلاق والنكاح والحدود كله مردود غير مقبول. فرجع إِلَى نفسه، ثُمَّ قال لي:

أحياك اللَّه كما أحييتني، ثُمَّ أمر لي بعشرة آلاف درهم. (٢)

* ومما تناقض فيه الروافض في هذه المسألة:

أن الذين نقلوا أحاديث الحوض عن


(١) منهاج السنة النبوية (٢/ ١٠)
(٢) وانظر تهذيب الكمال في أسماء الرجال (٢١/ ٢٩٥) ونواقض الإيمان القولية والعملية (ص/٤٢٨)

<<  <  ج: ص:  >  >>