للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نُقِلَ عَنْ جَعْفَرٍ الطَّيَّارِ وَلُقْمَانَ السَّرَخْسِيِّ وَغَيْرِهِمَا وَيُقِرُّ بِهِ مَا فِي الْقُشَيْرِيِّ عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْوَاسِطِيِّ قَالَ: انْكَسَرَتْ السَّفِينَةُ وَبَقِيت أَنَا وَامْرَأَتِي عَلَى لَوْحٍ وَقَدْ وَلَدَتْ فِي تِلْكَ الْحَالَةِ صَبِيَّةً فَصَاحَتْ بِي وَقَالَتْ: يَقْتُلُنِي الْعَطَشُ فَإِذَا رَجُلٌ فِي الْهَوَاءِ جَالِسٌ وَفِي يَدِهِ سِلْسِلَةٌ مِنْ ذَهَبٍ وَفِيهَا كُوزٌ مِنْ يَاقُوتٍ أَحْمَرَ وَقَالَ: هَاكِ اشْرَبَا قَالَ: فَأَخَذْت الْكُوزَ وَشَرِبْنَا مِنْهُ فَإِذَا هُوَ أَطْيَبُ مِنْ الْمِسْكِ وَأَبْرَدُ مِنْ الثَّلْجِ وَأَحْلَى مِنْ الْعَسَلِ فَقُلْتُ: مَنْ أَنْتَ يَرْحَمُكَ اللَّهُ؟ قَالَ عَبْدٌ لِمَوْلَاكَ فَقُلْت: بِمَ وَصَلْت إلَى هَذَا؟ فَقَالَ: تَرَكْت هَوَايَ لِمَرْضَاتِهِ فَأَجْلَسَنِي فِي الْهَوَاءِ، ثُمَّ غَابَ عَنِّي (وَالْمَشْيِ عَلَى الْمَاءِ) كَبِشْرٍ الْحَافِيِّ يَعْبُرُ عَلَى الدِّجْلَةِ وَيَضَعُ سَجَّادَتَهُ وَيُصَلِّي عَلَيْهَا كَمَا فِي الْقُشَيْرِيِّ أَيْضًا.

(وَكَلَامِ الْجَمَادِ وَالْعَجْمَاءِ) كَالْبَهِيمَةِ وَالطَّيْرِ وَكَتَسْبِيحِ الْقَصْعَةِ بَيْنَ يَدَيْ سَلْمَانَ وَأَبِي الدَّرْدَاءِ وَهُمَا يَسْمَعَانِ وَكَتَكَلُّمِ كَلْبِ أَصْحَابِ الْكَهْفِ وَكَشِكَايَةِ بَقَرَةٍ حُمِلَ عَلَيْهَا حِمْلٌ لِلنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِأَنِّي لَمْ أُخْلَقْ لِهَذَا إنَّمَا خُلِقْت لِلْحَرْثِ كَمَا فِي شَرْحِ الْعَقَائِدِ (وَغَيْرِ ذَلِكَ وَيَكُونُ ذَلِكَ لِرَسُولِهَا مُعْجِزَةً) مِنْ الْخَوَارِقِ لِلْأَوْلِيَاءِ كَرُؤْيَةِ عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ - وَهُوَ فِي الْمَدِينَةِ جَيْشَ الْمُسْلِمِينَ بِنَهَاوَنْدَ وَقَدْ هَجَمَ عَلَيْهِمْ مِنْ وَرَاءِ الْجَبَلِ فَقَالَ: يَا سَارِيَةُ الْجَبَلَ الْجَبَلَ وَسَمِعَ سَارِيَةُ كَلَامَهُ وَبَيْنَهُمَا مَسِيرَةُ شَهْرٍ وَكَجَرَيَانِ النِّيلِ بِكِتَابِ عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ - وَالْكِتَابَةُ " إنْ كُنْت تَجْرِي بِأَمْرِك فَلَا حَاجَةَ لَنَا بِك وَإِنْ كُنْت تَجْرِي بِأَمْرِ اللَّهِ فَاجْرِ " فَلَمَّا أَلْقَى إلَيْهِ الْمَكْتُوبَ جَرَى بِأَمْرِ اللَّهِ تَعَالَى إلَى الْآنِ وَكَإِلْصَاقِ عَلِيٍّ - رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ - يَدَ الْأَسْوَدِ الَّذِي قُطِعَتْ يَدُهُ فَالْتَصَقَتْ وَعَادَتْ كَمَا كَانَتْ.

وَقِيلَ: أَرَادَ إبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ أَنْ يَرْكَبَ السَّفِينَةَ فَأَبَوْا إلَّا أَنْ يُعْطِيَهُمْ دِينَارًا فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ وَقَالَ اللَّهُمَّ إنَّهُمْ قَدْ سَأَلُونِي مَا لَيْسَ عِنْدِي فَصَارَ الرَّمْلُ دَنَانِيرَ.

وَقِيلَ: إنَّ النَّاسَ أَصَابَتْهُمْ مَجَاعَةٌ بِالْبَصْرَةِ فَاشْتَرَى حَبِيبٌ الْعَجَمِيُّ طَعَامًا بِالنَّسِيئَةِ وَفَرَّقَهُ عَلَى الْمَسَاكِينِ وَخَاطَ كِيسًا وَجَعَلَهُ تَحْتَ رَأْسِهِ فَلَمَّا جَاءُوا يَتَقَاضَوْنَهُ أَخَذَهُ فَإِذَا هُوَ مَمْلُوءٌ دَرَاهِمُ فَقَضَى مِنْهَا دُيُونَهُمْ.

وَعَنْ أَبِي تُرَابٍ النَّخْشَبِيِّ شَكَا أَصْحَابُهُ مِنْ الْعَطَشِ فِي طَرِيقِ مَكَّةَ فَضَرَبَ بِرِجْلِهِ عَلَى الْأَرْضِ فَإِذَا عَيْنٌ مِنْ زُلَالٍ وَضَرَبَ بِيَدِهِ الْأَرْضَ فَنَاوَلَتْهُ قَدَحًا مِنْ زُجَاجٍ أَبْيَضَ وَمَا زَالَ الْقَدَحُ مَعَنَا إلَى مَكَّةَ.

وَفِي حَلِّ الرُّمُوزِ تَكَلَّمَ سَهْلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ التُّسْتَرِيُّ يَوْمًا فِي الذِّكْرِ فَقَالَ إنَّ ذَاكِرَ اللَّهِ عَلَى الْحَقِيقَةِ لَوْ هَمَّ أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى لَفَعَلَ وَمَسَحَ يَدَهُ عَلَى عَلِيلٍ بَيْنَ يَدَيْهِ فَبَرِئَ.

وَمِنْ الْكَرَامَاتِ أَيْضًا مَا رُوِيَ أَنَّ بِشْرَ بْنَ الْحَارِثِ قَالَ: دَخَلْت الدَّارَ فَإِذَا أَنَا بِرَجُلٍ فَقُلْت: مَنْ أَنْتَ دَخَلْت بِغَيْرِ إذْنِي فَقَالَ أَخُوك الْخَضِرُ فَقُلْت لَهُ اُدْعُ اللَّهَ لِي فَقَالَ هَوَّنَ اللَّهُ عَلَيْك طَاعَتَهُ فَقُلْت زِدْنِي فَقَالَ وَيَسَّرَهَا عَلَيْك.

وَمِنْهَا: أَنَّ فُضَيْلًا كَانَ عَلَى جَبَلٍ مِنْ جِبَالِ مَكَّةَ فَقَالَ: لَوْ أَنَّ وَلِيًّا مِنْ أَوْلِيَاءِ اللَّهِ تَعَالَى أَمَرَ هَذَا الْجَبَلَ أَنْ يَمِيدَ لَمَادَ فَتَحَرَّكَ الْجَبَلُ فَقَالَ اُسْكُنْ لَمْ أُرِدْك بِهَذَا فَسَكَنَ الْجَبَلُ

وَمِنْهَا: أَنَّ جَابِرًا الرَّحَبِيَّ قَالَ إنَّ أَكْثَرَ أَهْلِ الرَّحْبَةِ عَلَى إنْكَارِ الْكَرَامَاتِ فَرَكِبْت الْأَسَدَ يَوْمًا وَدَخَلْت الرَّحْبَةَ وَقُلْت أَيْنَ الَّذِينَ

<<  <  ج: ص:  >  >>