للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يُكَذِّبُونَ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ وَمِنْهَا أَنَّ حَبِيبًا الْعَجَمِيَّ يُرَى بِالْبَصْرَةِ يَوْمَ التَّرْوِيَةِ وَيُرَى يَوْمَ عَرَفَةَ بِعَرَفَاتٍ.

وَمِنْهَا: أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الْكِتَّانِيَّ قَالَ: دَخَلَ عَلَيَّ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ رَجُلٌ وَقَالَ: يَا شَيْخُ لِمَ لَا تَجْلِسْ مَجْلِسَ مَنْ يَرْوِي الْأَحَادِيثَ، قُلْت عَمَّنْ يَرْوِي؟ قَالَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قُلْت إنَّ قَلْبِي يُحَدِّثُنِي عَنْ رَبِّي، فَقَالَ الرَّجُلُ لَا بُدَّ مِنْ حُجَّةٍ.

قَالَ الشَّيْخُ حُجَّتِي هِيَ أَنْتَ الْخَضِرُ.

قَالَ الْخَضِرُ: فَعَلِمْت أَنَّ لِلَّهِ عِبَادًا لَا أَعْرِفُهُمْ فَإِنَّهُ عَرَفَنِي وَمَا أَنَا عَرَفْتُهُ

وَمِنْهَا: أَنَّ إبْرَاهِيمَ الرَّقِّيِّ قَالَ: قَصَدْت التِّبْيَانِيَّ مُسَلِّمًا عَلَيْهِ فَصَلَّى الْمَغْرِبَ لَكِنْ لَا كَمَا يَنْبَغِي فَقُلْت فِي نَفْسِي ضَاعَ سَفَرِي فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ الصَّلَاةِ خَرَجْت لِلطَّهَارَةِ فَقَصَدَنِي سَبُعٌ فَفَرَرْت إلَيْهِ وَقُلْت لَهُ قَصَدَنِي الْأَسَدُ فَخَرَجَ وَصَاحَ عَلَى الْأَسَدِ قَائِلًا أَلَمْ أَقُلْ لَا تَتَعَرَّضْ لِضِيفَانِي فَتَمَلَّقَ لَهُ الْأَسَدُ وَتَنَحَّى عَنْ الطَّرِيقِ ثُمَّ تَطَهَّرْت وَدَخَلْت عَلَيْهِ فَقَالَ اشْتَغَلْتُمْ بِتَقْوِيمِ الظَّاهِرِ فَخِفْتُمْ الْأَسَدَ وَنَحْنُ اشْتَغَلْنَا بِتَقْوِيمِ الْقَلْبِ فَخِفْنَا الْأَسَدَ لَا يَخْفَى مَا فِيهَا مِنْ الْمَحْمَلِ الصَّحِيحِ

وَمِنْهَا: أَنَّ الْحَسَنَ الْبَصْرِيَّ قَالَ: حَمَلْت إلَى رَجُلٍ فَقِيرٍ أَسْوَدَ يَسْكُنُ فِي خَرِبَةِ الْجِدَارِ فِي عَبَّادَانِ شَيْئًا فَلَمَّا وَقَعَ عَلَيَّ بَصَرُهُ تَبَسَّمَ وَأَشَارَ بِيَدِهِ إلَى الْأَرْضِ فَرَأَيْت الْأَرْضَ كُلَّهَا ذَهَبًا تَلْمَعُ ثُمَّ قَالَ هَاتِ مَا مَعَك فَنَاوَلْتُهُ وَهَالَنِي أَمْرُهُ فَفَرَرْت وَمِنْهَا فِي الرِّسَالَةِ الْقُشَيْرِيَّةِ فِي بَابِ الْكَرَامَاتِ أَيْضًا.

وَفِي الْمُنَاوِيِّ الْكَبِيرِ شَرْحِ الْجَامِعِ الصَّغِيرِ قِيلَ: كَانَ لِجَعْفَرٍ الْخُلْدِيِّ فَصٌّ فَوَقَعَ يَوْمًا فِي الدِّجْلَةِ وَكَانَ عِنْدَهُ دُعَاءٌ مُجَرَّبٌ لِلضَّالَّةِ فَدَعَا بِهِ فَوَجَدَ الْفَصَّ فِي وَسَطِ أَوْرَاقٍ عِنْدَ أَبِي نَصْرٍ السِّرَاجِ وَالدُّعَاءُ يَا جَامِعَ النَّاسِ لِيَوْمٍ لَا رَيْبَ فِيهِ اجْمَعْ عَلَيَّ ضَالَّتِي

وَمِنْهَا: هَجَمَ فِي طَرِيقِ الْحَجِّ أَسَدٌ عَلَى سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ وَشَيْبَانَ الرَّاعِي فَقَالَ سُفْيَانُ أَمَا تَرَى هَذَا السَّبُعَ فَقَالَ: لَا تَخَفْ فَأَخَذَ شَيْبَانُ رَأْسَهُ فَعَرَكَهَا فَبَصْبَصَ وَحَرَّكَ ذَنَبَهُ فَقَالَ سُفْيَانُ مَا هَذِهِ الشُّهْرَةُ فَقَالَ: لَوْلَا مَخَافَةُ الشُّهْرَةِ لَوَضَعْت زَادِي عَلَى ظَهْرِهِ إلَى مَكَّةَ عَامَّةُ هَذِهِ الْجُمْلَةِ مِنْ الْقُشَيْرِيَّةِ كَمَا أُشِيرُ

وَفِي بَعْضِ الْكُتُبِ عَنْ فَصْلِ الْخِطَابِ لِخَوَاجَهْ مُحَمَّدٍ بَارْسَا أَنَّ الْوَاحِدَ مِنْ تَلَامِذَةِ حَضْرَةِ الْجُنَيْدِ - قُدِّسَ سِرُّهُ - يَدْخُلُ الدِّجْلَةَ لِأَجْلِ الْغُسْلِ فَيَرَى نَفْسَهُ فِي دِيَارِ الْهِنْدِ فَيَتَزَوَّجُ وَيَحْصُلُ لَهُ أَوْلَادٌ فَيَدْخُلُ الْمَاءَ مَرَّةً أُخْرَى فَيَجِدُ نَفْسَهُ فِي سَاحِلِ الدِّجْلَةِ فَيَلْبَسُ ثِيَابَهُ وَيَجِيءُ زَاوِيَتَهُ وَأَصْحَابُهُ يَتَوَضَّئُونَ الْوُضُوءَ.

وَفِي بَعْضِ الْكُتُبِ عَنْ السَّمْنَانِيِّ - قُدِّسَ سِرُّهُ - قَالَ: أَكْثَرُ أَوْقَاتِي يَمُرُّ عَلَيَّ إنِّي بَعْدَ أَدَاءِ أَوْرَادِي بَعْدَ صَلَاةِ الْفَجْرِ أَتَوَجَّهُ وَأَنْخَلِعُ مِنْ هَذَا الْعَالَمِ دَاخِلًا فِي عَالَمٍ آخَرَ وَأَكُونُ فِيهِ مِائَةً وَعِشْرِينَ سَنَةً مُتَعَبِّدًا وَمُسْتَغْرِقًا فِي عِبَادَتِهِ تَعَالَى كُلُّ سَنَتِهَا ثَلَاثُمِائَةٍ وَسِتُّونَ يَوْمًا أُصَلِّي فِي كُلِّ يَوْمِهَا خَمْسًا وَأَصُومُ شَهْرًا فِي كُلِّ سَنَتِهَا فَعِنْدَ فَرَاغِي مِنْ تَوَجُّهِي أَرْفَعُ رَأْسِي فَالشَّمْسُ إمَّا طَالِعَةٌ أَوْ يَكُونُ وَقْتَ الْإِشْرَاقِ وَفَهْمُ مِثْلِ هَذَا الْكَلَامِ لَا يُمْكِنُ إلَّا لِأَهْلِ الْبَاطِنِ كَمِعْرَاجِهِ - صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ خَوَاجَهْ مُحَمَّدٌ بَارْسَا فَعِنْدَ وُصُولِ السَّالِكِ إلَى هَذَا يَعْبُدُ اللَّهَ فِي نَفَسٍ مِقْدَارَ أَلْفِ سَنَةٍ كَمَا رُوِيَ عَنْ عَلِيٍّ - رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ - أَنَّهُ يَخْتِمُ الْقُرْآنَ بِالتَّجْوِيدِ وَالتَّرْتِيلِ مَا بَيْنَ وَضْعِ قَدَمَيْهِ فِي الرِّكَابِ.

وَفِي مَجَالِسِ الرُّومِيِّ: لَدَغَ عَقْرَبٌ جَبِينَ أَبِي حَنِيفَةَ - رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ - وَسَقَطَ عَلَى الْأَرْضِ فَقَصَدَ التَّلَامِذَةُ قَتْلَهُ فَمَنَعَهُمْ لِتَجْرِبَةِ أَنَّهُ هَلْ هُوَ مِنْ مِصْدَاقِ قَوْلِهِ - صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - «لُحُومُ الْعُلَمَاءِ مَسْمُومَةٌ» فَضَعُفَ سَاعَةً فَسَاعَةً حَتَّى مَاتَ حُكِيَ أَنَّ خُلَفَاءَ بَغْدَادَ يَأْخُذُونَ الْجِزْيَةَ مِنْ الرُّومِ فَجَمَعَ قَيْصَرُ عُلَمَاءَهُ فَاسْتَشَارَ مَعَهُمْ فَأَرْسَلَ إلَى بَغْدَادَ فَلْتَتَبَاحَثُ عُلَمَاؤُنَا مَعَ عُلَمَائِكُمْ فَإِنْ غَلَبْنَا فَاعْطُوَا لَنَا الْجِزْيَةَ وَإِلَّا فَنَحْنُ عَلَى الرَّسْمِ الْقَدِيمِ فَجَمَعَ أَرْبَعَمِائَةٍ مِنْ أَحْبَارِهِمْ فَأَرْسَلَهُمْ وَأَنْزَلَهُمْ الْخَلِيفَةُ عِنْدَ الدِّجْلَةِ فَبَعْدَ اسْتِرَاحَتِهِمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ جَلَسَ عُلَمَاءُ الرُّومِ بِطَرَفٍ وَعُلَمَاءُ الْمُسْلِمِينَ بِطَرَفٍ فَتَبَاحَثُوا فَكَثُرَ الْقِيلُ وَالْقَالُ وَرُفِعَ الصِّيَاحُ وَالْأَصْوَاتُ إلَى أَنْ لَا يَتَمَيَّزَ السُّؤَالُ وَالْجَوَابُ فَنَادَى الشَّافِعِيُّ - رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى - بِأَنْ اخْتَارُوا وَاحِدًا مِنْ أَعْلَمِكُمْ لِوَاحِدٍ مِنَّا لِيَسْتَمِعَ الْبَوَاقِي وَلَمْ يُمْكِنْ أَيْضًا فَقَامَ الشَّافِعِيُّ وَرَفَعَ سَجَّادَتَهُ عَلَى كَتِفِهِ قَائِلًا فَلْيَحْضُرْ أَحَدُكُمْ حَتَّى نَتَكَلَّمَ مُنْفَرِدًا وَمَشَى عَلَى الْمَاءِ وَبَسَطَ سَجَّادَتَهُ عَلَيْهِ وَقَعَدَ عَلَيْهَا فَتَحَيَّرُوا وَفِيهِمْ رُهْبَانٌ مُرْتَاضٌ يَدَّعِي الطَّيَرَانَ فِي الْهَوَاءِ وَالْمَشْيَ عَلَى الْمَاءِ

<<  <  ج: ص:  >  >>