أَنَّهُ قَالَ الْعَلَّامَةُ الْعَضُدُ فِي عَقَائِدِهِ: وَأَهْلُ بَيْعَةِ الرِّضْوَانِ وَأَهْلُ غَزْوَةِ بَدْرٍ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ قَالَ الدَّوَانِيُّ وَقَدْ عَدَّ الْإِمَامُ الْبُخَارِيُّ فِي جَامِعِهِ الصَّحِيحِ وَقَدْ سَمِعْنَا مِنْ مَشَايِخِ الْحَدِيثِ أَنَّ الدُّعَاءَ عِنْدَ ذِكْرِهِمْ مُسْتَجَابٌ وَقَدْ جُرِّبَ ذَلِكَ انْتَهَى ثُمَّ الظَّاهِرُ مِنْ تَقْدِيمِهِ تَفْضِيلُ أَهْلِ بَيْعَةِ الرِّضْوَانِ لَكِنَّ صَرِيحَ كَلَامِ بَعْضِ الْمَشَايِخِ فِي تَرْتِيبِ تَفْضِيلِ الْخُلَفَاءِ الْأَرْبَعَةِ عَلَى تَرْتِيبِهِمْ ثُمَّ بَاقِي الْعَشَرَةِ الْمُبَشَّرَةِ ثُمَّ أَهْلِ بَدْرٍ ثُمَّ أَهْلِ أُحُدٍ ثُمَّ أَهْلِ بَيْعَةِ الرِّضْوَانِ ثُمَّ مَنْ لَازَمَ النَّبِيَّ وَقُتِلَ تَحْتَ لِوَائِهِ لَكِنْ مَا قَالُوا مِنْ أَنَّ أَعْدَادَ أَهْلِ بَدْرِ ثَلَاثُمِائَةٍ وَثَلَاثَةَ عَشَرَ.
وَمَا عَدَّهُ الْبُخَارِيُّ فِي صَحِيحِهِ لَيْسَ بِبَالِغٍ إلَى هَذَا الْمَبْلَغِ إذْ مَا ذُكِرَ فِي هَذَا الصَّحِيحِ هُوَ هَذَا النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْهَاشِمِيُّ، عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ أَبُو بَكْرٍ الْقُرَشِيُّ، عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ الْعَدَوِيُّ، عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ الْقُرَشِيُّ خَلَّفَهُ النَّبِيُّ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ - عَلَى ابْنَتِهِ وَضَرَبَ لَهُ بِسَهْمِهِ، عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ الْهَاشِمِيُّ، حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ الْهَاشِمِيُّ، حَاطِبُ بْنُ أَبِي بَلْتَعَةَ حَلِيفُ الْقُرَشِيِّ، حَارِثَةُ بْنُ رَبِيعٍ الْأَنْصَارِيُّ قُتِلَ يَوْمَ بَدْرٍ، وَحَارِثَةُ بْنُ سُرَاقَةَ كَانَ فِي النَّظَّارَةِ، حَبِيبُ بْنُ عَدِيٍّ الْأَنْصَارِيُّ، خُنَيْسُ بْنُ حَذَافَةَ السَّهْمِيُّ، رِفَاعَةُ بْنُ رَافِعٍ الْأَنْصَارِيُّ رِفَاعَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُنْذِرِ، أَبُو لُبَابَةَ الْأَنْصَارِيُّ، أَبُو زَيْدٍ الْأَنْصَارِيُّ، الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ الْقُرَشِيُّ، زَيْدُ بْنُ سَهْلٍ، أَبُو طَلْحَةَ الْأَنْصَارِيُّ، سَعْدُ بْنُ مَالِكٍ الزُّهْرِيُّ، سَعْدُ بْنُ خَوْلَةَ الْقُرَشِيُّ، سَعِيدُ بْنُ عَمْرِو نُفَيْلٍ الْقُرَشِيُّ، سَهْلُ بْنُ حُنَيْفٍ الْأَنْصَارِيُّ، ظُهَيْرُ بْنُ رَافِعٍ الْأَنْصَارِيُّ، وَأَخُوهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ الْهُذَلِيُّ، عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ الزُّهْرِيُّ، عُبَيْدَةُ بْنُ الْحَارِثِ الْقُرَشِيُّ، عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ الْأَنْصَارِيُّ، عَمْرُو بْنُ عَوْفٍ حَلِيفُ بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ، عُتْبَةُ بْنُ عَمْرٍو الْأَنْصَارِيُّ، عَامِرُ بْنُ رَبِيعَةَ الْعَنَزِيُّ، عَاصِمُ بْنُ ثَابِتٍ الْأَنْصَارِيُّ، عُوَيْمُ بْنُ سَاعِدَةَ الْأَنْصَارِيُّ، عِتْبَانُ بْنُ مَالِكٍ الْأَنْصَارِيُّ، قُدَامَةُ بْنُ مَظْعُونٍ قَتَادَةُ بْنُ نُعْمَانَ الْأَنْصَارِيُّ، مُعَاذُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْجَمُوحِ، مُعَوِّذُ ابْنُ عَفْرَاءَ، وَأَخُوهُ مَالِكُ بْنُ رَبِيعَةَ، أَبُو السَّيِّدِ الْأَنْصَارِيُّ، مِسْطَحُ بْنُ أَثَاثَةَ بْنِ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ مُرَادَةُ بْنُ رَبِيعٍ الْأَنْصَارِيُّ، مَعْنُ بْنُ عَدِيٍّ الْأَنْصَارِيُّ، مِقْدَادُ بْنُ عَمْرٍو الْكِنْدِيُّ حَلِيفُ بَنِي زُهْرَةَ، هِلَالُ بْنُ أُمَيَّةَ الْوَاقِفِيُّ الْأَنْصَارِيُّ
وَأَمَّا أَهْلُ بَيْعَةِ الرِّضْوَانِ فَقِيلَ: أَلْفٌ وَثَلَاثُمِائَةٍ وَقِيلَ: أَلْفٌ وَخَمْسُمِائَةٍ وَقِيلَ: أَلْفٌ وَخَمْسُمِائَةٍ وَخَمْسُونَ وَقِيلَ: أَلْفٌ وَأَرْبَعُمِائَةٍ (لَا) نَشْهَدُ (لِغَيْرِهِمْ بِعَيْنِهِ) وَأَمَّا بِلَا تَعْيِينٍ نَحْوَ كُلُّ مُؤْمِنٍ فِي الْجَنَّةِ فَنَشْهَدُ بِهِ فَإِنْ قِيلَ: إنَّا نَقْطَعُ بِأَنَّ زَيْدًا مُؤْمِنٌ وَقَدْ ذَكَرْت أَنَّ كُلَّ مُؤْمِنٍ فِي الْجَنَّةِ فَيُنْتَجُ مِنْ الشَّكْلِ الْأَوَّلِ زَيْدٌ فِي الْجَنَّةِ أَقُولُ الْمُرَادُ مِنْ الْمُؤْمِنِ فِي الصُّغْرَى مَا يَكُونُ حَالًّا وَفِي الْكُبْرَى مَا فِي الْمَآلِ وَالْخَاتِمَةِ فَإِنْ قِيلَ: فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ «مَنْ كَانَ آخِرُ كَلَامِهِ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ» فَيُمْكِنُ أَنْ يُقَالَ هَذَا الشَّخْصُ كَانَ آخِرُ كَلَامِهِ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَمَنْ كَانَ آخِرُ كَلَامِهِ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ فَيُنْتَجُ هَذَا الْمُعَيَّنُ فِي الْجَنَّةِ فَنَقُولُ بَعْدَ تَسْلِيمِ كُلِّيَّةِ الْكُبْرَى لَا نُسَلِّمُ الصُّغْرَى إذْ كَوْنُ الْمُرَادِ مِنْ الْكَلَامِ مَا هُوَ الْمَلْفُوظُ لَيْسَ بِمَعْلُومٍ إذْ حَقِيقَةُ الْكَلَامِ مَا فِي الْفُؤَادِ وَلَا يُعْلَمُ حَالُ الْفُؤَادِ وَأَنَّهُ يَجُوزُ لَهُ شُرُوطٌ كَالتَّوَجُّهِ التَّامِّ إلَى عَالَمِ الْقُدْسِ وَالْإِعْرَاضِ التَّامِّ عَنْ مُيُولَاتِ عَالَمِ الرِّجْسِ مِنْ الشَّهَوَاتِ وَدَوَاعِي الْهَوَى.
قَالَ الْغَزَالِيُّ: فَنَسْأَلُ اللَّهَ تَعَالَى أَنْ يَجْعَلَنَا فِي الْخَاتِمَةِ مِنْ أَهْلِ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ حَالًّا وَمَآلًا ظَاهِرًا وَبَاطِنًا حَتَّى نُوَدِّعَ الدُّنْيَا غَيْرَ مُلْتَفِتِينَ إلَيْهَا وَمُحِبِّينَ لِلِقَاءِ اللَّهِ تَعَالَى (ثُمَّ) بَعْدَ الصَّحَابَةِ الْأَفْضَلُ (التَّابِعُونَ) لَهُمْ بِإِحْسَانٍ لِقَوْلِهِ - صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - «خَيْرُ الْقُرُونِ قَرْنِي ثُمَّ تَابِعُ التَّابِعِينَ» مِنْهُمْ الْإِمَامُ الْأَعْظَمُ لِاجْتِمَاعِهِ مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَنَسٍ وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ وَجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى وَوَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ وَنَحْوِهِمْ.
(وَالْمُسْلِمُونَ لَا بُدَّ لَهُمْ مِنْ) نَصْبِ (إمَامٍ) سُلْطَانٍ لِأَنَّ مَا يَزَعُ السُّلْطَانُ أَكْثَرُ مِمَّا يَزَعُ الْقُرْآنُ وَلِتَوَقُّفِ أَكْثَرِ الْوَاجِبَاتِ عَلَيْهِ كَالْجُمُعَةِ وَالْأَعْيَادِ وَلِذَا قَدَّمَ الْأَصْحَابُ نَصْبَهُ عَلَى دَفْنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَلِذَا قَيَّدَ بِقَوْلِهِ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute