فَلَا تَضِيقُ بِشَيْءٍ مِنْ مِحَنِ الدُّنْيَا وَمَكَايِدِ النَّاسِ.
وَالثَّالِثَةَ عَشْرَةَ: الْمَهَابَةُ يَحْتَرِمُهُ الْأَخْيَارُ وَالْأَشْرَارُ وَيَهَابُهُ كُلُّ فِرْعَوْنٍ وَجَبَّارٍ.
وَالرَّابِعَةَ عَشْرَةَ: الْمَحَبَّةُ فِي الْقُلُوبِ فَالنُّفُوسُ مَجْبُولَةٌ عَلَى تَعْظِيمِهِ وَمَطْبُوعَةٌ عَلَى إكْرَامِهِ.
وَالْخَامِسَةَ عَشْرَةَ: الْبَرَكَةُ الْعَامَّةُ فِي كُلِّ شَيْءٍ مِنْ كَلَامٍ أَوْ نَفْسٍ أَوْ فِعْلٍ أَوْ قُوتٍ أَوْ مَكَان حَتَّى يُتَبَرَّكَ بِتُرَابٍ وَطِئَهُ وَبِمَكَانٍ جَلَسَهُ، أَوْ بِإِنْسَانٍ صَحِبَهُ.
وَالسَّادِسَةَ عَشْرَةَ: تَسْخِيرُ الْأَرْضِ مِنْ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إنْ شَاءَ طَارَ فِي الْهَوَاءِ أَوْ مَشَى عَلَى الْمَاءِ أَوْ طَوَى الْأَرْضَ لَهُ.
وَالسَّابِعَةَ عَشْرَةَ: تَسْخِيرُ الْحَيَوَانِ مِنْ السِّبَاعِ وَالْوُحُوشِ وَالْهَوَامِّ فَتُجِيبُهُ الْوُحُوشُ وَالْأُسُودُ.
وَالثَّامِنَةَ عَشْرَةَ: مِلْكُ مَفَاتِيحِ الْأَرْضِ فَكُلَّمَا أَرَادَ كَنْزًا أَوْ عَيْنًا جَارِيَةً أَوْ حُضُورَ مَائِدَةٍ يُوجَدُ.
وَالتَّاسِعَةَ عَشْرَةَ: الْوَجَاهَةُ عَلَى بَابِ رَبِّ الْعِزَّةِ فَتَبْتَغِي الْخَلْقُ الْوَسِيلَةَ إلَى اللَّهِ بِخِدْمَتِهِ وَتُسْتَنْجَحُ الْحَاجَاتُ بِبَرَكَتِهِ.
وَالْعِشْرُونَ: إجَابَةُ الدَّعْوَةِ فَلَا يَسْأَلُ شَيْئًا إلَّا أَعْطَاهُ اللَّهُ - تَعَالَى - وَلَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لَأَبَرَّهُ بِمَا شَاءَ حَتَّى لَوْ أَشَارَ إلَى جَبَلٍ لَزَالَ بِلَا احْتِيَاجٍ إلَى تَكَلُّمٍ وَلَوْ خَطَرَ بِبَالِهِ شَيْءٌ لَحَضَرَ بِلَا إشَارَةٍ بِيَدٍ.
وَأَمَّا الَّتِي فِي الْعُقْبَى الْأُولَى: أَنْ يُهَوَّنَ سَكَرَاتُ الْمَوْتِ حَتَّى إنَّ مِنْهُمْ مَنْ يَكُونُ الْمَوْتُ عِنْدَهُ مِثْلَ شَرْبَةِ مَاءٍ زُلَالٍ لِظَمْآنَ.
قَالَ اللَّهُ تَعَالَى {الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ طَيِّبِينَ} [النحل: ٣٢] .
وَالثَّانِيَةُ: التَّثْبِيتُ عَلَى الْإِيمَانِ الَّذِي مِنْهُ كُلُّ الْفَزَعِ وَالْخَوْفِ.
قَالَ اللَّهُ تَعَالَى {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ} [إبراهيم: ٢٧] .
وَالثَّالِثَةُ: إرْسَالُ الرَّوْحِ وَالرَّيْحَانِ.
قَالَ اللَّهُ تَعَالَى {أَلا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ} [فصلت: ٣٠] .
وَالرَّابِعَةُ: الْخُلُودُ فِي الْجِنَانِ.
وَالْخَامِسَةُ: الْحَيَاةُ الطَّيِّبَةُ لِرُوحِهِ وَتَحِيَّةُ مَلَائِكَةِ السَّمَوَاتِ بِالْإِكْرَامِ وَلِبَدَنِهِ فِي الْعَلَانِيَةِ بِتَعْظِيمِ جِنَازَتِهِ وَالْمُزَاحَمَةِ عَلَى الصَّلَاةِ عَلَيْهِ وَحَمْلِهِ وَتَجْهِيزِهِ وَنَحْوِهِ رَجَاءَ أَكْثَرِ ثَوَابٍ وَغُفْرَانٍ.
وَالسَّادِسَةُ: أَمْنٌ مِنْ فِتْنَةِ الْقَبْرِ.
وَالسَّابِعَةُ: تَوْسِيعُ الْقَبْرِ وَتَنْوِيرُهُ فِي رَوْضَةِ جَنَّةٍ.
وَالثَّامِنَةُ: إينَاسُ رُوحِهِ فَتُجْعَلُ فِي أَجْوَافِ طَيْرٍ خُضْرٍ مَعَ الصَّالِحِينَ فَرِحِينَ مُسْتَبْشِرِينَ.
وَالتَّاسِعَةُ: الْحَشْرُ بِالْعِزِّ وَالْكَرَامَةِ مِنْ حُلَلٍ وَتَاجٍ بَرَّاقٍ.
وَالْعَاشِرَةُ: بَيَاضُ الْوَجْهِ وَنُورُهُ.
وَالْحَادِيَةَ عَشْرَةَ: الْأَمْنُ مِنْ أَهْوَالِ الْقِيَامَةِ.
وَالثَّانِيَةَ عَشْرَةَ: أَخْذُ الْكِتَابِ بِالْيَمِينِ وَمِنْهُمْ مَنْ كُفِيَ رَأْسًا.
وَالثَّالِثَةَ عَشْرَةَ: تَيْسِيرُ الْحِسَابِ وَمِنْهُمْ مَنْ لَا يُحَاسَبُ أَصْلًا.
وَالرَّابِعَةَ عَشْرَةَ: ثِقَلُ الْمِيزَانِ وَمِنْهُمْ مَنْ لَا وَزْنَ لَهُ أَصْلًا.
وَالْخَامِسَةَ عَشْرَةَ: وُرُودُ حَوْضِ النَّبِيِّ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ -.
وَالسَّادِسَةَ عَشْرَةَ: جَوَازُ الصِّرَاطِ وَالنَّجَاةُ مِنْ النَّارِ حَتَّى إنَّ مِنْهُمْ مَنْ لَا يَسْمَعُ حَسِيسَهَا وَتُخْمَدُ لَهُ النَّارُ.
وَالسَّابِعَةَ عَشْرَةَ: الشَّفَاعَةُ مَعَ الْأَنْبِيَاءِ.
وَالثَّامِنَةَ عَشْرَةَ: مُلْكُ الْأَبَدِ فِي الْجَنَّةِ.
وَالتَّاسِعَةَ عَشْرَةَ: الرِّضْوَانُ الْأَكْبَرُ فِي الْجَنَّةِ.
وَالْعِشْرُونَ: لِقَاءُ رَبِّ الْعَالَمِينَ إلَهِ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ جَلَّ جَلَالُهُ ثُمَّ قَالَ مَا حَاصِلُهُ أَيْضًا: هَذَا بِمُجَرَّدِ عِلْمِي الْقَاصِرِ مَعَ أَنِّي اكْتَفَيْت بِالْأُصُولِ وَإِلَّا فَكُلُّ نَوْعٍ لَوْ فُصِّلَ لَا يُحِيطُ بِهِ إلَّا عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ وَقَدْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى {فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ} [السجدة: ١٧] وَقَالَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - «خَلَقَ فِيهَا مَا لَا عَيْنٌ رَأَتْ وَلَا أُذُنٌ سَمِعَتْ وَلَا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ» .
(ذَمُّ طُولِ الْأَمَلِ)
(دنياهق) ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا وَالْبَيْهَقِيُّ (عَنْ أُمِّ الْمُنْذِرِ) بِصِيغَةِ اسْمِ الْفَاعِلِ وَهِيَ سَلْمَى بِنْتُ قَيْسٍ الْأَنْصَارِيَّةُ (- رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهَا - «أَنَّهُ اطَّلَعَ» بِتَشْدِيدِ الْمُهْمَلَةِ بِمَعْنَى نَظَرَ ( «رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ذَاتَ عَشِيَّةٍ» آخِرَ النَّهَارِ «إلَى النَّاسِ فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، أَلَا تَسْتَحْيُونَ مِنْ اللَّهِ تَعَالَى؟ قَالُوا: وَمَا ذَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: تَجْمَعُونَ» مِنْ الدُّنْيَا «مَا لَا تَأْكُلُونَ» مِنْ الْكَثْرَةِ أَوْ مِنْ عَدَمِ إيفَاءِ الْعُمُرِ فَيَأْكُلُهُ الْغَيْرُ حَبِيبُهُ قَرِيبُهُ، أَوْ عَدُوُّهُ بَعِيدُهُ، فَلَوْ صَرَفَهُ إلَى الْمَصَارِفِ الشَّرْعِيَّةِ فَلَيْسَ مِنْ هَذَا الْقَبِيلِ بَلْ هُوَ جَمَعَ مَا أَكَلَهُ كَنَفَقَتِهِ الضَّرُورِيَّةِ لِنَفْسِهِ وَلِمَنْ يَمُونُهُ وَيَلِي عَلَيْهِ، كَمَا رُوِيَ أَنَّ رَجُلًا دَخَلَ فِي بَيْتِ أَبِي ذَرٍّ - رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ - فَقَالَ: أَيْنَ مَتَاعُ بَيْتِك؟ قَالَ: لِي بَيْتٌ آخَرُ فَكُلَّمَا حَصَلَ لِي شَيْءٌ أَبْعَثُهُ إلَى ذَلِكَ الْبَيْتِ، فَقَالَ: أَنْتَ تَسْكُنُ هُنَا؟ قَالَ أَبُو ذَرٍّ لِأَنِّي أُرِيدُ أَنْ أَنْطَلِقَ إلَيْهِ أَلْبَتَّةَ وَقَدْ رُوِيَ عَنْهُ - صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - «أَنَّ اللَّهَ لَمْ يَخْلُقْ خَلْقًا أَبْغَضَ إلَيْهِ مِنْ الدُّنْيَا وَأَنَّهُ لَمْ يَنْظُرْ إلَيْهَا مُنْذُ خَلَقَهَا» «وَتَأْمُلُونَ» بِضَمِّ الْمِيمِ «مَا لَا تُدْرِكُونَ» أَيْ تَتَمَنَّوْنَ وَتَرْجُونَ أُمُورًا كَثِيرَةً أَوْ عَظِيمَةً لَا يُمْكِنُ