جَمْعُ تَابُوتٍ وَهُوَ مَعْرُوفٌ وَقِيلَ صُنْدُوقٌ
قِيلَ عَنْ مُخْتَصَرِ الْقَامُوسِ أَصْلُهُ تَابُوهُ وَلُغَةُ الْأَنْصَارِ بِالتَّاءِ وَعَنْ صِحَاحِ الْجَوْهَرِيِّ أَصْلُهُ تَابُوةٌ مِثْلُ تَرْقُوَةٍ وَهُوَ فَعْلُوَةٌ فَلَمَّا سُكِّنَتْ الْوَاوُ قُلِبَتْ هَاءُ التَّأْنِيثِ تَاءً.
قَالَ الْقَاسِمُ بْنُ مَعْنٍ لَمْ تَخْتَلِفْ لُغَةُ قُرَيْشٍ وَالْأَنْصَارِ فِي شَيْءٍ مِنْ الْقُرْآنِ إلَّا فِي التَّابُوتِ فَلُغَةُ قُرَيْشٍ بِالتَّاءِ وَلُغَةُ الْأَنْصَارِ بِالْهَاءِ فَاضْمَحَلَّ مَا يُقَالُ لَمْ أَرَهُ فِي الْقَامُوسِ «يُجْعَلُ» بِالْبِنَاءِ لِلْمَفْعُولِ «فِيهَا الْمُتَكَبِّرُونَ فَتُقْفَلُ عَلَيْهِمْ» لِئَلَّا يَرَوْا أَحَدًا وَلَا يُرَوْا فَيَشْتَدَّ عَذَابُهُمْ فِي النَّارِ أَوْ لِتَضِيقَ وَتَشْتَدَّ عُقُوبَتُهُمْ (طِبّ) الطَّبَرَانِيُّ «عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ» قِيلَ إسْرَائِيلِيٌّ صَحَابِيٌّ جَلِيلٌ «- رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ - أَنَّهُ مَرَّ بِالسُّوقِ وَعَلَيْهِ حُزْمَةُ حَطَبٍ فَقِيلَ لَهُ مَا يَحْمِلُك» أَيُّ شَيْءٍ يَبْعَثُك «عَلَى هَذَا وَقَدْ أَغْنَاك اللَّهُ تَعَالَى عَنْ هَذَا» أَيْ عَنْ حَمْلِ الْحَطَبِ عَلَى الظَّهْرِ لِأَجْلِ الْبَيْعِ لِكَثْرَةِ مَالِكَ.
«قَالَ أَرَدْت أَنْ أَدْفَعَ الْكِبْرَ» قِيلَ عَنْ الْفُقَهَاءِ إذَا حَمَلَ الْغَنِيُّ مَتَاعَهُ فَإِنْ كَانَ لَثِقَلِ أُجْرَةِ الْحَمَّالِ عَلَيْهِ فَهُوَ دَنَاءَةٌ مُسْقِطٌ لِلْمُرُوءَةِ وَإِنْ اتِّبَاعًا لِلسَّلَفِ وَمُجَاهَدَةً لِلنَّفْسِ فَخَيْرٌ وَطَاعَةٌ (سَمِعْت رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ «لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ خَرْدَلَةٌ مِنْ كِبْرٍ» أَيْ لَا يَدْخُلُ دُخُولًا أَوَّلِيًّا بِلَا عَذَابٍ وَخِزْيٍ أَوْ لَا يَدْخُلُهَا حَتَّى يُعَاقَبَ بِمَا اجْتَرَحَهُ أَوْ لَا يَدْخُلُ أَصْلًا إنْ كَانَ مُسْتَحِلًّا أَوْ لَا يَدْخُلُهَا وَهُوَ مَوْصُوفٌ بِذَلِكَ، بَلْ بَعْدَ إزَالَتِهِ عَنْهُ إمَّا فِي الدُّنْيَا أَوْ فِي الْقَبْرِ أَوْ فِي الْعَذَابِ بِمِقْدَارِهِ
(م) مُسْلِمٌ (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ - أَنَّهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - «ثَلَاثَةٌ لَا يُكَلِّمُهُمْ اللَّهُ تَعَالَى» وَأَكْثَرُ النُّسَخِ «لَا يَنْظُرُ اللَّهُ تَعَالَى إلَيْهِمْ» «يَوْمَ الْقِيَامَةِ» نَظَرَ رَحْمَةٍ وَمَغْفِرَةٍ فَإِنَّ مَنْ سَخِطَ عَلَى غَيْرِهِ وَاسْتَهَانَ بِهِ أَعْرَضَ عَنْهُ وَعَنْ التَّكَلُّمِ مَعَهُ وَالِالْتِفَاتِ إلَيْهِ «وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ» مَعَ ذَلِكَ الْأَمْرِ الْمَهُولِ ( «عَذَابٌ أَلِيمٌ» مُؤْلِمٌ مُوجِعٌ.
قَالَ الْوَاحِدِيُّ: هُوَ الْعَذَابُ يَخْلُصُ إلَى قُلُوبِهِمْ وَجَعُهُ وَقَالَ الرَّاغِبُ الْأَلَمُ الْوَجَعُ الشَّدِيدُ «شَيْخٌ زَانٍ» لِاسْتِخْفَافِهِ بِحَقِّ الْحَقِّ وَقِلَّةِ مُبَالَاتِهِ بِهِ وَرَذَالَاتِ طَبْعِهِ إذْ دَاعِيَتُهُ قَدْ ضَعُفَتْ وَهِمَّتُهُ قَدْ فَتَرَتْ فَزِنَاهُ عِنَادٌ وَمُرَاغَمَةٌ؛ وَلِأَنَّ شَهْوَتَهُ مَقْهُورَةٌ فَزِنَاهُ لِمُجَرَّدِ كَوْنِهِ مَطْبُوعًا بِهِ وَأَمَّا الشَّابُّ فَقَدْ تَقْهَرُهُ نَفْسُهُ عَلَيْهِ «وَمَلِكٌ كَذَّابٌ» لِأَنَّ الْكَذِبَ غَالِبٌ لِجَلْبِ نَفْعٍ أَوْ دَفْعِ ضَرَرٍ وَالْمَلِكُ لَا يَخَافُ أَحَدًا فَيُضَايِقُهُ فَقَبِيحٌ لِفَقْدِ الضَّرُورَةِ «وَعَائِلٌ» فَقِيرٌ «مُسْتَكْبِرٌ» لِأَنَّ كِبْرَهُ مَعَ فَقْدِ سَبَبِهِ فِيهِ مِنْ نَحْوِ مَالٍ أَوْ جَاهٍ لِأَجْلِ كَوْنِهِ مَطْبُوعًا عَلَيْهِ مُسْتَحْكِمًا فِيهِ فَيَسْتَحِقُّ أَلِيمَ الْعَذَابِ وَفَظِيعَ الْعِقَابِ وَفِيهِ دَلَالَةٌ عَلَى كَرَمِ اللَّهِ فِي قَبُولِ عُذْرِ عَبِيدِهِ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute