للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نفسُه. فقال له ثُمامةُ بن أشرس: اسكت يا يحيى! إنَّما عليك أن تجيب في مسألة طلاق، أو مُحْرِم صاد ظبيًا، فأمَّا هذه فمن مسائلنا نحن! فقال له المأمون: قل يا ثُمامة! قال: العشقُ: جليسٌ مُمْتِع، وأليِفٌ مُؤْنِسٌ، وصاحبُ ملكٍ مسالكه لطيفةٌ، ومذاهبه غامضةٌ، وأحكامُه جاريةٌ، ملكَ الأبدان وأرواحها، والقلوب وخواطرها، والعقول وآراءها، قد أُعطي عِنان طاعتها، وقوَّة تصرفها، توارى عن الأبصار مَدْخَلُه، وعَمِيَ في القلوب مسلكُه. فقال له المأمون: أحسنت يا ثُمامة! وأمر له بألف دينار.

وقال بعضهم (١): قلتُ لمجنون قد أذهبَ عقلَه العشْقُ: أَجِزْ هذا البيت:

وما الحبُّ إلا شُعْلَةٌ قدحتْ بها ... عيونُ المها باللَّحْظِ بين الجوانح

فقال بديهًا:

ونارُ الهوى تخفى وفي القلب فعلُها ... كَفِعْلِ الَّذي جاءتْ به كفُّ قادح

وقال الأصمعيُّ (٢): سألت أعرابيًّا عن العشق فقال: جلَّ والله عن أن


(١) هو مساور الوراق، كما في «مصارع العشاق» (١/ ١٣)، و «أمالي» القالي (٢/ ١٢٦)، و «ذم الهوى» (ص ٣٢٠ - ٣٢١). والبيتان بلا نسبة في «تزيين الأسواق» (٢/ ٢٩٠).
(٢) الخبر في «ربيع الأبرار» (٤/ ٢٣)، و «المستطرف» (٣/ ٣٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>