للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إنَّ حظِّي مِمَّنْ أحبُّ كفافٌ ... لا صدودٌ مُقْصٍ ولا إنصافُ

كلما قلتُ قد أنابتْ إلى الوَصْـ ... ـلِ ثناها عمَّا أريدُ العفافُ

فكأني بَيْنَ الصُّدود وبَيْنَ الـ ... ـوَصْلِ مِمَّنْ مقامُه الأعرافُ

في محلٍّ بَيْنَ الجنان وبين النَّـ ... ـار أرجو طوْرًا وطوْرًا أخافُ

وقال عثمان بن الضحاك الحِزَامي (١): خرجْتُ أريدُ الحجَّ، فنزلتُ بالأبْواء، فإذا امرأةٌ جالسةٌ على باب خيمةٍ، فأعجبني ما رأيتُ من حسنِها، فتمثلت بقول نُصَيْب (٢).

بزينبَ ألمِمْ قبل أن يَرْحَلَ الرَّكْبُ ... وقلْ إنْ تَمَلِّينا فما ملَّكِ القَلْبُ

فقالت: يا هذا أتعرف قائل هذا الشعر؟ قلت: نعم، ذاك نُصيب، قالت: فتعرف زينبه؟ قلت: لا! قالت: فأنا زينبُه! قلت: حياكِ الله! قالت: أما إنَّ اليوم موعدُه منْ عند أمير المؤمنين، خرج إليه عام أوَّل، فوعدني هذا اليوم، لعلَّك لا تبرح حتى تراه، قال: فبينا أنا كذلك؛ إذا أنا براكبٍ، قالت: ترى ذلك الرَّاكب؟ إنِّي لأحْسَبُه إيَّاه. فأقبل فإذا هو نُصيب، فنزل قريبًا من الخيمة، ثم أقبل، فسلَّم حتى جلس قريبًا منها يسألها، وتسأله أن ينشدها ما أحدث، فأنشدها، فقلت في نفسي: محبّانِ طال التنائي


(١) نقله الخرائطي (ص ٨٣). والخبر في الأغاني (٦/ ١٢٤)، ومصارع العشاق (٢/ ٢٧٠، ٢٧١)، وذم الهوى (٢٢٦ - ٢٢٧)، وتزيين الأسواق (١/ ٢٢٣، ٢٢٤).
(٢) ديوانه (ص ٦٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>