للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إذا كان حظُّ المرءِ ممَّن يحبُّه ... حرامًا فحظي ما يحلُّ ويجمُلُ

حديثٌ كماء المُزن بينَ فُصوله ... عتابٌ به حُسنُ الحديث يُفصل

ولثمُ فمٍ عذب اللِّثاتِ كأنما ... جناهن شهدٌ فُتَّ فيه القرنفُلُ

وما العشقُ إلا عفة ونزاهة ... وأنس قلوب أنسهنَّ التغزلُ

وإني لأستحيي الحبيب من التي ... تُرِيب وأُدعى للجميل فأُجملُ

وقال آخر (١):

وإني لمشتاقٌ إلى كل غايةٍ ... من المجد يكبو دُونها المُتطاولُ

بذولٌ لمالي حين يَبْخَلُ ذو النُّهى ... عفيف عن الفحشاء قرْمٌ حُلاحلُ

وما ألطف قوله: «حين يبخل ذو النُّهى» فإن ذا النُّهى لا يبخل إلا في موضع البُخل، فأخبر هذا أنه يبذلُ ماله حين يبخلُ به ربُّه في موضع البُخل.

وقال عامر بن حُذافة (٢): رأيتُ بصُحَارَ جاريةً قد ألصقت خدَّها بقبرٍ، وهي تبكي، وتقول:

خدِّي يقيك خشونة اللَّحْدِ ... وأقلُّ مالك سيِّدي خدِّي

يا ساكن التُّرب الذي بوفاته ... عميتْ عليَّ مسالكُ الرُّشدِ

اسْمَعْ فديتُك قصَّتي فلعلَّني ... أشفِي بذلك غُلَّة الوجْد


(١) اعتلال القلوب (ص ١٠١).
(٢) رواه الخرائطي (ص ١٩٠ - ١٩١). والخبر والشعر الأول في العقد الفريد (٣/ ٢٧٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>