تبكي عليه ولستَ تعرفُ أمره ... فلأُعلِمنَّك حاله ببيان
ما كان للعافين غيرُ نواله ... فإذا استُجير ففارسُ الفُرْسان
لا يُتبعُ الجيرانَ رِقَّةَ طرفه ... ويتابع الإحسان للجيران
عفُّ السريرة والجهيرة مثلها ... فإذا استُضيم أراك فَتْكَ طِعان
فقلت: أعلميني مَنْ هو؟ قالت: سنانُ بنُ وبرة الذي يقول فيه الشاعر:
يا رائدًا غيْثًا لنُجعة قومه ... يكفيك من غيثٍ نوالُ سنان
ثم قالت: يا هذا! والله لولا أنك غريبٌ ما متَّعتُك من حديثي. قلت: فكيف كان حبُّه لك؟ قالت: ما كان يوسِّدني إذا نمتُ إلَّا يده، فمكثتُ معه أربعة أحوال ما توسَّدتُ غيرها إلا في حالٍ يمنعُه مانع.
وقال سعيد بن يحيى الأمويُّ (١): حدَّثني عمي محمَّدُ بنُ سعيد،
(١) رواه الخرائطي (ص ١٨٨ - ١٨٩)، ورواه السرَّاج في مصارع العشاق (٢/ ٢٠٨ - ٢١٠)، وابن الجوزي (ص ٢١٩ - ٢٢١) عن عبيدة السلماني بسياق أطول.