إلى الحياة الآخرة ونعيمها وهم ما بعد في دار الدنيا، فكشفوا زيف هؤلاء الدجاجلة وفندوا أخطاءهم وادعاءاتهم وكشفوا شبهاتهم .. التي ما زال العبيد والأقزام وأذناب الغرب يضعونها أمام عوام المسلمين لزعزعتهم عن دينهم ..
ومكر صبيان الغرب الذين يصدق فيهم قول القائل:
يرمرم من فتات الكفر قوتًا ... ويشرب من كئوسهم الثمالهْ
يقبل راحة الإِفرنج دوما ... ويلثم دونما خجل نعال
ومكر أولئك هو يبور .. ويبقى الإسلام بنوره وبهائه وأصالته وجذوره القوية وكلماته الطيبة وعقيدته الصافية النقية .. تزول الدنيا بأسرها ولا يزال الإسلام بتعاليمه من صدور أبنائه ومحبيه ما بقيت الدنيا.
لا تهيىء كفني يا عاذلي ... فأنا لي مع الفجر مواثيقٌ وعهد
وها هم حملة السموم والحقد الواضح لا الدفين الذى تطفح به مواقفهم وكتاباتهم (١).
* فولتير وتعصبه الفجَّ وتطاوله على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في "تمثيلية محمد":
أصدر الكاتب الفرنسي المشهور بحرية الرأي (فولتير) عام ١٧٤٥ م تمثيلية أسماها "محمد والتعصب"، وأهداها إلى البابا في محاولة جريئة تكشف عن حقيقة دعوى حرية الفكر عنده، وقد واجه (توفيق الحكيم) هذه القصة فقال: قرأت قصة فولتير التمثيلية (محمد) فخجلت أن يكون كاتبها معدودًا في أصحاب الفكر الحر، فقد سب فيها النبي سبًا قبيحًا عجبت له وما أدركت له علة، لكن عجبي لم يطل فقد رأيته يهديها إلى البابا بنوا
(١) هذا الفصل هو تلخيص لكتابات الأستاذ أنور الجندي في معظم أماكنه وبالأخص كتابه "مقدمات العلوم والمناهج" (١/ ٢٤٦ - ٣٠٧) وكتابه "الفكر الإسلامي والثقافة الغربية المعاصرة" (ص ٩٥ - ١٥٧).