١ - قول المؤلف:(وكان أبو حنيفة لا يحب العرب ولا العربية حتى أنه لم يكن يحسن الإعراب ولا يبالي به).
وقد عزا هذه العبارة إلى (ابن خلكان - وفيات الأعيان ج ٢) فالذي يثق بالمؤلف يصدق عبارته بعد أن تبرأ من تبعتها ونسبها إلى مؤرخ عظيم، ولكنه إذا آخرها ابن خلكان في هذه الصفحة بل إذا قرأ ترجمة أبي حنيفة من أولها إلى آخرها لم يشم منها رائحة هذه الألفاظ بل المعاني.
٢ - فقول المؤلف (وكان أئمة الفقه في المدينة، فأراد المنصور تصغير أمر العرب وإعظام أهل الفرس لأنهم أنصارهم -أي: العباسيين- وأهل دولتهم، فكان من جملة مساعيه في ذلك تحويل أنظار المسلمين عن الحرمين، فبنى بناء سماه القبة الخضراء محجًا للناس (كذا) وقطع المسيرة عن المدينة، وفقيه المدينة يومئذ الإمام مالك الشهير فاستفتاه أهلها في أمر المنصور، فأفتى بخلع بيعته فخلعوها، وبايعوا محمد بن عبد الله من آل علي .. إلخ.
ومن عبارته يفهم أن جمهرة أئمة الفقه كانت بالمدينة فقط، وأن المنصور كان يكره العرب كراهية حملته أن يرتد عن الإسلام ويحاول صرف المسلمين عن تولية وجوههم شطر قبلتهم، وأن أهل المدينة استفتوا مالكًا في خلع المنصور فأفتاهم.
وكل هذه اللوازم باطلة فلم تكن جمهرة الفقه بالمدينة بل كانت في كل الأقطار ثم كيف يكره المنصور العرب بهذه الكراهية وهو عربي، وابن عم النبي - صلى الله عليه وسلم - وخليفته في أمته وشريعته.
أما عن الثالث فينافيه ما تقدم، واعتذر المنصور بعد ذلك لمالك عما وقع، كذلك فإن المنصور لم يقطع عن أهل المدينة إلا بعد مبايعتهم محمدًا ابن عبد الله، ومن خطئه في الحكم عده طاهر بن الحسين -فاتح بغداد وقاتل