للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الدعوى ثمرة حنظل إلا أن تفتح كليات اللغة العربية والأداب في البلاد العربية الباب لما أسموه "التراث أو الأدب الشعبي" وأن تحضر فيه رسائل جامعية عليا. على أن الفكرة لم تقتصر على مصر.

[* اقتباس الأنظمة والمناهج اللادينية من الغرب:]

الأمر على مناهج كرومر ودنلوب، فقد كان أذيال الفكر الغربي لا يقلون عنهما رغبة في صبغ مصر والعالم الإسلامي بالصبغة اللادينية الغربية.

وقد كان من أهداف أعداء الإسلام ما أوصى به مؤتمر القاهرة التبشيري المنعقد سنة ١٩٠٦ من وجوب إنشاء جامعة علمانية على نمط الجامعة الفرنسية (١) لمناهضة الأزهر والذي قالوا: أنه "يتهدد كنيسة المسيح بالخطر"!.

وقد قام الأذيال بتنفيذ المهمة إذ أنه بعد انتهاء المؤتمر بسنتين تقريبًا أسس سعد زغلول وأحمد لطفي السيد وزملاؤهم الجامعة المصرية، وكان النص الأول من شروط إنشائها هو: ألا تختص بجنس أو دين بل تكون لجميع سكان مصر على اختلاف جنسياتهم وأديانهم فتكون واسطة للألفة بينهم" (٢).

وهذا الشرط الجائر -في جامعة تقوم في بلد مسلم وعلى نفقات شعب مسلم- انعكست آثاره على مناهج التعليم في الجامعة، فلم يكن من بينها شيء من علوم الإسلام احترامًا لمشاعر القلة غير المسلمة، وهكذا كان التعليم الجامعي الحديث علمانيًّا من البداية، وكان نتاجه تلك الجموع المستَعبَدة للغرب فكرًا وسلوكًا، النافرة من دين آبائها وأجدادها.

ولم يكن الأمر مقصورًا على المناهج بل تعدّاها إلى أسلوب التربية وفلسفة السلوك فقد طبق لطفي السيد الاختلاط بين الذكور والإناث في


(١) "الغارة على العالم الإسلامي" (ص ٧).
(٢) "أحمد لطفي السيد" (ص ٢٦٢).