العصرانيون قوم قدّسوا العقل وقدموه على نصوص الكتاب والسنة، ودعوا إلى تطوير الشريعة، ومفاهيم الإسلام على طريقة العصرانيين عند الغرب، والعصرانيون يمثلون تيارًا عامًا لم تكتمل ملامحه بعد، ولم تكن اجتهادات رجاله واحدة، وإنما يشتركون في ملامح عامة وخصائص مشتركة عمومًا.
والعصرانيون ليسوا سواء، في منطلقاتهم وأهدافهم، وقد يلتقي معهم -في بعض المسائل- من ليس منهم ولا يوافقهم على كثير من غلوهم وجموحهم -ومنهم من ينتسب إلى التيار الإسلامي (د. محمد عمارة - فهمي هويدي - عبد العزيز كامل) والكل قد خاض في مسائل شائكة مثل تجديد أصول الفقه، وموقفهم من السنة النبوية- والدعوة إلى وحدة الأديان، والكثيرون منهم دعوا إلى فصل الدين عن الدولة، ودأبوا على تزوير التاريخ الإسلامي، ويرحم الله شيخ الإسلام ابن تيمية حين قال:
"الشرع يخبر بمحارات العقول لا بمحالات العقول" ويرحم الله من قال: "العقل كالدابة يوصلك إلى باب الملك ثم تدخل عليه بمطلق التسليم"، ولكن العصرانيون لم يعوا هذا".
* محمد عركون يُنكر أصول الإِسلام ويتهم الأئمة ويدعو الماركسية أن تأخذ حظها في تقييم الإِسلام والحكم عليه:
الدكتور محمد عركون؛ جزائري، من مواليد ١٩٢٨. أتم دراسته