للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فهي صريحة في الكشف عن نية صاحبها وعن أسلوبه في استدراج الناس والبدء بالهين اليسير؛ ولأنه لا يسقيهم السم الزعاف القاتل لساعته؛ لأنه يلفت النظر ويثير الشكوك، ولكنه يسقيهم سمًّا بطيئًا يصل إلى غرضه دون أن يكشف عن الجريمة، فليعرف الناس إذن أن "تيسير النحو" ليس هو منتهى ما يريدون ولكنه أول طريق طويل يدفعون الناس فيه إلى قرار سحيق.

- إن الغرض الذي يرمي إليه طه حسين ومن على شاكلته كإبراهيم مصطفى يستهدف إلى إخراج اللغة العربية من أيدي حملتها إلى أيدي خصومها، وأن هذا نحو من أنحاء العمل الذي يقوم به الشعوبيون الذين يروجون اللهجات السوقية المحلية ويسمونها العامية بمختلف الأساليب يرمي إلى أنتزاع الدراسات العربية من حصانة الدين والقرآن وقطع الصلات التي تربطها الدراسات العربية بالدراسات الإسلامية أو على حد تعبير الدكتور محمد محمد حسين بما ينزع عن العربية قداستها ويحرمها من حصانة الدين ليكشفها أمام أعدائها ويعينهم على الإجهاز عليها بعد أن يفردها من كل نصير أو معين.

* الخوري مارون غصن ودعوته إِلى العامية في سوريا:

دعا الخوري غصن إلى العامية، نشر في بيروت ١٩١١ كتابه "بستان السلوى" وفي عام ١٩٢٤ م نشر كتابه "درس ومطالعة" تحدث فيه عن حياة اللغة وموتها وعن اللغة العامية وعن تحسين اللغة العربية بإدخال علامات الوقف عليها، ثم توسّع في البحث فأصدر كتابًا عنوانه "حياة اللغة وموتها" اللغة العامية، عام ١٩٢٦، ينطلق الكاتب من افتراض أن كل لغة سائرة إلى الفناء قياسًا على ما عرفه تاريخ اللغتين اليونانية واللاتينية، وأشار إلى تعلق الشعب باللغة العامية، ودعا إلى قاعدة العامية، وهي اللهجة العامية السورية، ودعا إلى إحلال العامية محل الفصحى، وقال: نعم؛ إن العربية