للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

جريدة المسلمون - العدد (٢٧٦).

هذا ما عثرت عليه من أقواله التي عارض فيها العقل بالنقل تفصيلاً.

[* ثناؤه على المعتزلة (١):]

لم يصل الدكتور عمارة في تعظيمه للعقل كما رأيت إلا بعد أن تشرب بمبادئ المعتزلة وأُعجب بعقولهم. ويمكن أن يُعكس هذا فيقال إنه محبة عمارة للعقل وإيمانه بقدرته على قيادة الإنسان للهدى ساقه إلى تعظيم المعتزلة وإطرائهم وصرف أبصار قرائه إليهم لأنه وجد فيهم بغيته. وهكذا يقال في تيار الأفغاني كما سيأتي:

١ - يقول الدكتور في كتاب "نظرة جديدة إلى التراث" (ص ٩١): "كان التوحيد بمعناه النقي المبرأ من الشبهات هو الذي دعا المعتزلة لنفي القدم عن القرآن لأنهم ينفون الصفات عن الذات العلية حتى لا يكون هناك إقرار بقدم بهذه الصفات فيكون مع القديم قديم آخر".

٢ - يخصص الدكتور عمارة كتابًا كاملاً. هو "المعتزلة ومشكلة الحرية الإنسانية" لنصرة قولهم بالقدر.

٣ - يكتب الدكتور فصلاً كاملاً بعنوان (المنزلة بين المنزلتين) في آخر كتاب "الإسلام والمستقبل" (ص ٢٥٦) لنصر قولهم بهذه البدعة، ويقول في آخره بلهجة داعية: "هل تستحق فكرة المنزلة بين المنزلتين هنا ما لم تظفر به فيما تقدم من التاريخ؟ ".

٤ - أما رجال المعتزلة (والقدرية قبلهم) فإن الدكتور يثني عليهم ثناءً حارًا وعلى مواقفهم ويعتبرهم من أفذاذ رجال الإسلام، وأصحاب الفكر


= الغزالي يتبع في أقواله رواد هذ المدرسة.
(١) انظر إلى "المعتزلة وأصولهم الخمسة" لعواد المعتق.