- وهذه الوصية التي ذكرها زيدان لم ترد في الكامل لابن الأثير ولا غيره فهي ملفقة مزورة، كذلك فقد زيف زيدان النصوص التي نقلها من ابن الأثير، وحولها تحويلاً أراد به السخرية والاستخفاف بالمسلمين وبنى عليها قصصا غرامية باطلة.
ولم يعن المؤلف بالتصوير الحي لشخصية صلاح الدين، ولم يسجل مواقفه الحاسمة، وصرف الشباب عن الحديث عن الدور المهم الذي قام به صلاح الدين، بالحديث عن مكائد الحشاشين -الإسماعيلية- وتهديدهم لصلاح الدين، واعتمد على روايات طائفة الحشاشين، تلك الجماعة الضالة المنحرفة، وحاول أن ينسب إلى صلاح الدين قصصًا غرامية كاذبة.
الخامس عشر: وفي رواية "شجرة الدر" والتي تحكي أحداث نهاية العصر الأيوبي وبداية المماليك في مصر - حاول أن يصور نساء السلطان الصالح نجم الدين أيوب بصورة النساء اللاتي يتاجرن بأعراضهن، في سبيل الحصول على ما يتطلعن إليه وليس معه أي دليل من التاريخ وهذه الدعاوى التي أوردها حول شجرة الدر تختلف عن الحقائق الواردة في الكتب التي أرخت لهذه الفترة من أمثال النجوم الزاهرة لأبي المحاسن والمواعظ والاعتبار في الخطط والآثار، وصبح الأعشى للقلقشندي.
[* التلاعب بالمراجع:]
السادس عشر: وخلاصة ما يصل إليه البحث حول روايات جرجي زيدان: