للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وإن كانت كلمة (دين) لا تؤدي معنى الإسلام حين يكون البحث حول العروبة.

وقد ثبت أن ساطع الحصري قد خدم بدعوته وفكره مفاهيم الماسونية والنظرية القومية الوافدة التي كان النفوذ الغربي حريصًا على تلقينها للعالم العربي. وهي ليست إلا صورة من مفهوم الإقليمية اللبنانية والمعروف أن ساطع الحصري كان من أعمدة وزارة المعارف في تركيا منذ أوائل حكم الاتحاديين في تركيا العثمانية إلى أن انتهت الحرب الأولى. وإنه كان من أخطر الموجهين للبرامج التربوية والتعليمية في العراق. حيث عمد إلى فصلها عن الإسلام فصلاً تامًا. وكان دوره أشبه بدور الدكتور طه حسين في التعليم المصري.

لقد حاول ساطع الحصري أن يقيم (فكرا عروبيًا إقليميًا) منفصلاً عن الإسلام في روحه ومضامينه وشريعته. ولقد تجاهل أعمق أثر تركه الإسلام في الفكر والثقافة، واللغة والتاريخ وتجاهل أثر القرآن الكريم في اللغة العربية وفي العرب، ومدى ترابط ذلك إلى أكثر من ثلاثة آلاف سنة بالأمة الوسطى الحنيفية السمحاء التي جاء بها إبراهيم عليه السلام فربطت هذا العالم الوسط (عالم العرب والإسلام) بروابط تاريخية وثقافية عميقة دعمتها الأديان السماوية التي نزلت في أرض الرافدين، وختمتها رسالة الإسلام العالمية التي نزلت في الجزيرة العربية.

* عجز الحصري عن فهم الفارق بين الكتلة الإِسلامية والقومية الغربية وبين العروبة والإِسلام:

أشار وليام ل. كليفلاند في كتابه "ساطع الحصري من الفكرة العثمانية إلى العروبة" إلى ما لتربية الحصري (غير الإسلامية) من أثر في توجهه