للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

اليونانية الوثنية وكتب ما كتب في السيرة الكريمة على منوالها، فأظهرها بمظهر الخرافات الباطلة وأساطير الخيال، حتى يخيل للقارئ أن سيرة النبي - صلى الله عليه وسلم - ما هي إلا أسطورة من الأساطير، وفي هذا من الدس والبهت ما فيه" (١).

[* "الشيخان" أبو بكر وعمر:]

يمضي الدكتور طه حسين في كتابه هذا على نفس النمط الذي سار عليه في كتابه "الفتنة الكبرى" وهي مجموعة أحقاد ووصايا تبشيرية واستشراقية موجهة ومدروسة يضعها في قلب هذه الدراسات لإثارة الشكوك حول صحابة النبي - صلى الله عليه وسلم -.

وقد مهّد لكتاب "الشيخان" بمقدمة خطيرة أعلن فيها مذهب الشك الفلسفي بوضوح فيعبث في تاريخ أمتنا ويطعن في الرواة الثقات من أصحاب الرسول - صلى الله عليه وسلم - والتابعين وتابعي التابعين وينكر أحاديث متفقًا على صحتها:

فيطعن في حادث السقيفة قائلاً: "لست أطمئن إلى أكثر ما يرويه الرواة من نصوص الحوار الذي كان بين أبي بكر وصاحبيه من جهة وبين الأنصار من جهة أخرى".

- ويطعن في حديث العباس وعلي عن موت النبي - صلى الله عليه وسلم - وأن العباس عرف الموت في وجه النبي، مع رواية البخاري له وأحمد.

- ويشكك في استسقاء عمر بالعباس مع أن الحديث مروي عن أنس في "صحيح البخاري".

- ويشكك في أن يكون عمر قد راجع أبا بكر -رضي الله عنه- معترضًا على حرب المرتدين مع أن الحديث رواه الجماعة سوى ابن ماجه .. وما أكثر قوله


(١) المصدر السابق (ص ١٨٩).