للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

* استيعاب الدّرس!

ولا ريب أن هزيمة الماركسية في بلادها مع انهيار الإمبراطورية الشيوعية في الاتحاد السوفيتي وأوروبة الشرقية والتوابع الإفريقية والآسيوية واللاتينية، ثم التنديد بقادة ومفكري الماركسية وحلّ الأحزاب الشيوعية في العالم أو تغيير أسمائها، قد كشفت زيف (الحداثة) العربية التي هي الماركسية أو الشيوعية كما قدمها (أدونيس).

وإذا كان العالم كله قد استوعب درس سقوط الماركسية، فإن (الحداثيين) أو الماركسيين العرب هم الاستثناء الذي لم يستوعب الدرس حتى الآن، وظل على ولائه (للحداثة)، ليس من أجل الفقراء أو الكادحين، ولكن من أجل إزالة (مملكة الوهم والغيب) التي يقصدون بها الإسلام!

[* نسق الدين!]

ولما كان (أدونيس) عرّاب (الحداثة) في بلادنا العربية صريحًا في أطروحاته، واضحًا في مقولاته بنفي (الإسلام) وحده، فإنه كان صادقًا مع نفسه حين طبّق تصوّره الحداثي على دراساته الأدبية والنقدية، وكذلك إنتاجه الأدبي.

لقد نشر (أدونيس) في مجلته "مواقف" موضوعات عديدة تتعرض بالنقد للدين والوحي من منظورات مختلفة تحمل عناوين من قبيل: هل للدين منطقه الخاص؟ -الثورة والوحي- هل الدين قابل للنقد الفلسفي؟ -معنى موت الله عند نيتشه- التناقض في الوحي الإلهي .. إلخ، مما يعني أن الرجل يجعل هدف (الحداثة) الأول هو نسف الدين، أو إزالته تمامًا وفق تعبيره!؛ لأن هذه الموضوعات تصبّ في بحر هذا الهدف، ولجّتِهِ العنيفة.