آخر وهو الطب النفسي أو الأمراض النفسية والعقلية، وينفصل كل ذلك عن الأمراض الاجتماعية أو السياسية التي ينتج عنها الفقر أو البطالة أو الحروب الاقتصادية والعسكرية وغيرها مما يشكل أهم الأسباب التي تعرض أجسام الناس وعقولهم وأرواحهم للأمراض والمشاكل على اختلاف أنواعها.
وأنا لن أتوقف كثيراً أمام لغة الكاتبة المستقاة من الخطاب الماركسي أو الأدبيات الغربية النسوية، من قبيل (المقدس)، و (الموروث) أو (اللاهوت) والتي هي كلمات غريبة عن قاموسنا الإسلامي، غربية لفظًا وغريبة مضمونًا، فقد سبق أن أدركت أن د. نوال تقرأ "عن" الإسلام، ولا تقرأ "في" الإسلام، لكنني فقط أتأمل في هذا الخلط البالغ والمذهل حقًا، ففي حين قامت الأيدلوجية الماركسية ثم الأيدلوجية النسوية على فصل الجسد عن الروح، وانشغلت بالجسد والمادة والاقتصاد والجنس والذات المادية، وبدأت عقلانية، ثم تحولت العقلانية في بعض تيارات ما بعد الحداثة إلى رفض للعقل المحض كمطلق، وإعلاء العقل النسبي، وتم رفض (شمول) الدين، تتجاوز الكاتبة كل هذا بقفزة واحدة، وما أكثر قفزاتها في النص ليصبح الدين هو مصدر هذا الفصل (١)، وهذا كذب ودجل صريح.
[* نوال السعداوي والتمركز حول الأنثى:]
تنطلق نوال السعداوي في تفكيرها من فكرة المرأة الفرد لا من فكرة الإنسان في إطار جماعة اجتماعية بينها ترابطات من الحقوق والواجبات المتبادلة، وهي تصوغ حقوق المرأة بشكل بالغ التطرف ومثير للسخرية ومسلمات أسطورية مفزعة وصار الأمر عندها محاربة كل المحاربة لأنصار الأبوية الذكورية المستبدة المعادية ... إلخ.
(١) تعقيب الدكتورة هبة رؤوف عزت على بحث د. نوال السعداوي (ص ٢٥٧ - ٢٥٩).