ومن خطأ الاستنتاج واضطراب الكلام واختلاطه: الفصل الذي كتبه المؤلف عن السيرة النبوية، فقد جعل سيرة ابن اسحاق وابن هشام واحدة، وابن هشام لم يكن راويًا، والحقيقة أن سيرة ابن اسحاق سيرة كبيرة مستقلة عن سيرة ابن هشام، وهي التي يطعن في شعرها ولم يتفق على صحتها وأن ابن هشام لم يكن هو الراوي لهذه السيرة بل لخص سيرته النبوية عن سيرة ابن اسحاق وغيرها من كتب المغازي.
* ثانيًا: دعاوى المؤلف:
- ومن دعاوى المؤلف بغير دليل دعواه أن ابن قتيبة أول من تجرأ على النقد الأدبي فألف في أكثر فنون الأدب المعروفة.
فإن أراد المؤلف أنه أول من كتب في نقد الشعر، فليس بصحيح إذ سبقه إلى ذلك كثير منهم محمد بن سلام الجمحى، في كتابه "طبقات الشعراء" وقبله ألف أبو عبيدة كتاب "نقائض جرير والفرزدق".
- ومن دعاوى المؤلف قوله أن الشعر في العصر الأول من بني العباس قد بطل استعماله في العصبية، كما بطل استناد الخلفاء للشعراء بسبب انتصارهم لفريق على فريق.
والحقيقة أن الشعر بقى يستعمل في العصبية طوال العصر العباسي الأول وبعض العصر الثاني، بل لقد فتح الخلفاء العباسيون في العصبية بابًا شرًا من عصبية القبائل وهو تفضيل العباسيين على الطالبيين.
- ومن دعاوى المؤلف قوله: ولم يكن للشاعر العربي بد من الرحلة إلى بلاد العرب لاقتباس أساليبهم، فليقل لنا المؤلف ما هي رحلات أبي نواس ومسلم والحسين بن الضحاك، ومطيع بن إياس وحماد عجرد وأبان اللاحقي إلى بادية العرب، إن الرحلة إلى بلاد العرب كانت خاصة بالعلماء