للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ويجمع عليه طوائف المغاربة والصعائدة وأخلاط العوام وغير ذلك، وذلك على حد من أعان ظالمًا سلط عليه.

وكتبوا عليه أسماء المشايخ وذهبوا به إليهم ليضعوا ختومهم عليه، فامتنع البعض من ذلك وقال: هذا كلام لا أصل له، ووقع بينهم محاججات ولام الأعاظم الممتنعين على الامتناع، وكان من الممتنعين الشيخ أحمد الطحطاوي مفتي الحنفية، وكان ذلك سببًا في عزله عن ذلك المنصب بعد أن اتفق الأشياخ والمتصدرون على عزله، فاعتكف في داره لا يخرج منها إلا قليلاً واعتزلهم ولم يخالطهم وهم يبالغون في ذمه والحط عليه لكونه لم يوافقهم في شهادة الزور، "والحامل لهم على ذلك كله الحظوظ النفسانية والحسد، مع أن السيد عمر كان ظلاً ظليلاً عليهم وعلى أهل البلدة ويدافع ويرافع عنهم وعن غيرهم، ولم تقم بعد خروجه من مصر لهم راية، ولم يزالوا بعده في انحطاط وانخفاض" (١).

[* أولاد محمد علي باشا وأحفاده ومنحهم الإرساليات التنصيرية العون والتأييد:]

أما أولاد الباشا وأحفاده من بعده، فقد ظلوا يتعاهدون ما غرسه لهم والدهم وجدهم من غراس التغريب والعلمنة، ويسيرون في نفس الطريق التي مهدها أمامهم، ويتسابقون إلى كسب ولاء الغرب، وخطب وده (٢).


(١) المصدر السابق (٣/ ٢٧٤)، وانظر "الانحرافات العقدية" (١/ ٦١١ - ٦١٨).
(٢) يقول الشيخ محمد قطب: كان محمد علي وأبناؤه حتى الخديوي إسماعيل عند حسن ظن فرنسا بهم فأسسوا للنفوذ الفرنسي في مصر .. حتى جاء توفيق فتغير الربان الذي يمسك بالدفة ولكن لم يتغير الاتجاه. "واقعنا المعاصر" (ص٢١٥). ولعل من الانصاف أن نذكر أن ثالث الولاة من أسرة محمد علي بمصر وهو عباس باشا بن طوسون بن محمد علي الذي تولى الحكم بعد وفاة عمه إبراهيم باشا أواخر سنة ١٢٦٤هـ كان كما يقول =