والكل في قعر الجحيم سوى الذي ... يقضي بحكم الله لا لنوالِ
أَوَمَا سمعت بأن ثلثيْهم غدًا ... في النار في ذاك الزمان الخالي
وزماننا هذا وربك أعلمُ ... هل فيه ذاك الثلثُ أم هو خالي؟
[* الشاعر العراقي معروف الرصافي يسقط في وحل الخيانة ويناصر اليهود:]
كثيرون مهدوا لضياع فلسطين وامتدحوا الصهاينة .. امتدحوا اليهود، ووصفوا احتفالاتهم في القدس، في ليال هي عندهم بمستوى ليلة القدر في القُدسية!!! ولكنك قارئي الكريم لعلك تصعق حين تعلم أن من هؤلاء الكثيرين الشاعر العراقي معروف الرصافي .. استمع إليه في غيبوبته الفكرية .. في قصيدته التي يمتدح بها الصهيونيين يهودا وهربرت صموئيل المندوب السامي البريطاني في فلسطين في محفل في القدس حضرة عام ١٩٢٠ م منشدًا:
خطاب يهودا قد دعانا إِلى الفكر ... وذكّرنا ما نحن فيه على ذكر
لدى محفل في القدس بالقوم حافل ... تبوّأه هربرت صموئيل في الصدر
دعاهم رئيس القدس ذو الفضل راغب ... إِليه، فلبوا دعوة من فتى حُرِّ
فأمسوا وفي ليل المحاق اجتماعهم ... يحفول من هربر صموئيل بالبدر
فيا ليلة كادت وقد جلَّ قدرها ... تكون على علاتها ليلة القدر
ولما تناهى من يهودا خطابه ... وقد سرّنا من حيث تدري ولا ندري
تصدّى له هربر صموئيل ناطقًا ... بسحر مقال جلّ عن وصمة السحر
وعدت فأمسى القوم بين مشكل ... ومنتظر الإِنجاز منشرح الصدر
فكذِّبْ وأنت الحر من ساء ظنه ... فقد قيل: إِن الوعد دين على الحر