حالة، ويعبّر عن غاية، ولكنه بعدئذ يبدأ في كشف أوراقه تدريجيًّا، حين يتكلم عن التدمير والرفض:"هكذا تطمح "مواقف" إلى أن تكون استباقًا، كل استباق إبداع الإبداع: هجوم ما نرفضه وإقامة ما نريده، الحضارة إبداع: ليست استخدام الأدوات بقدر ما هي ابتكار الأدوات، كذلك الثقافة: ليست استعمال اللغة بقدر ما هي تجديد اللغة وخلقها المستمران".
ثم يستمر في حديثه الذي يكشف عن غايته الرافضة المدمّرة:"المعرفة، إذن، هجوم، هي ما لم نعرفه بعد، وليست الحرية، إذن، حقّ التحرك ضمن المعلوم المقنَّن وحسب؛ إنها، إلى ذلك وقبله، حق البحث والخلق والرفض والتجاوز، إنها ممارسة ما لم نمارسه بعد: تلك هي مواقف".
[* هالة القداسة!]
ويكشف عن الجذر الحقيقي لمنهجه الهادف إلى نسف الثوابت نسفًا كاملاً، فيصف "مواقف" قائلاً:
"إنها مناخ للمجابهة. إنها فعل المجابهة، تزول في هذا الفعل هالة القداسة. لن تكون هناك موضعات مقدسة لا يجوز بحثها. لن تكون هناك حقائق ينبغي إخفاؤها أو تجاهلها أو التغاضي عنها. هذا الفعل يتخطّى كلّ تكريس، كلّ نهائية، كل سلطوية، إنه النقد الدائم، وإعادة النظر الدائمة.
إنه الطوفان المتلاحق الذي يغسل ويضيء كل شيء".
["مواقف"، العدد الأول، تشرين الثاني ١٩٦٨].
[* يزيل اللبس!]
- وإذا كانت افتتاحيات (أدونيس) التالية لأعداد مواقف تدور في إطار الرفض وعدم القبول للثوابت والمقدسات من خلال أسلوب أقرب إلى المراوغة، وإثارة الالتباس فإنه في العدد السادس يزيل اللبس، ويصرّح برؤيته