للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

* حزب الأمة (الإنجليزي) ومفكره ومُنَظِّره لطفي السيد:

معلوم أن هذا الحزب من صنع كرومر، وتولى لطفي السيد قيادة فكره وصحيفته " الجريدة " وهو الذي احتضن الدعوة إلى تحرير المرأة، فكان لطفي السيد في مقدمة المروّجين لها على صفحات جريدة "الجريدة" وهي لسان الحزب المذكور. ومن المعروف أن أعضاء حزب الأمة الذين أطلق الإنجليز عليهم اسم "الرجال المعتدلون"؛ لأنهم حاربوا مصطفى كامل وناوؤه؛ لأنه جعل مبدأه في مقاومة الاستعمار يقوم على أساس الجلاء ووحدة وادي النيل، ووصفوه بالرجل العنيف .. وكفى حزب الأمة خزيًا وهوانًا وذلاً أن كان من زعمائه الهلباوي "جلاَّد دنشواي" وفتحي زغلول شقيق سعد زغلول وعضو المحكمة المخصوصة التي حكمت بما حكمت به في دنشواي والذي قال فيه أحمد شوقي:

إِذا ما جمعتم أمركم وهممتمُ ... بتقديم شيء للوكيل ثمين

خذوا حبل مشنوق بغير جريرةٍ ... وسروال مسجون وقيد سجينِ

ولا تقرءوا شعري عليه فحسبه ... من الشعر حكم خطّه بيمينِ

ولا تنشروه في شبرد (١) بل انشروا ... على ملأٍ في دنشواى حزين

* الحملة علي اللغة العربية، الفصحى والدعوة إِلى العامية:

كانت حملة لطفي السيد على اللغة العربية الفصحى هي أخطر الأعمال التي قام بها والتي دفعته بالتبعية؛ لأن يواصل الخطة التي بدأها الاستعمار البريطاني بقيادة ولكوكس وقد كانت محاولته ماكرة خبيثة بدأها في ١٨٩٩


(١) حيث أقيم حفل في شبرد لترقية أحمد فتحي زغلول وكيلاً لوزارة الحقانية بأمر من اللورد كرومر مكافأة له على حكمه في دنشواي على فلاحي دنشواي بالشنق والسجن والجلد.
وكان ممثل الاتهام إبراهيم الهلباوي.