الفضيلة إلى دعاة الرذيلة، وفي كتاب "النبي" يصور نفسه على أنه المصطفى المختار الحبيب.
ولقد حاول الجبرانيون شن حملة عاصفة على المنفلوطي في حقد وشراسة لأنه هدم الأسلوب المهجري وأسقط جبران، ومن ذلك ما يسوقه مارون عبود في كتابه "جدد وقدماء" من هجوم على المنفلوطي ونسي مارون عبود وغيره، أن المنفلوطي حين أشرق قد كسف شموسًا كثيرة ودخل تحت جناحه كثير من الذين أعجبهم بريق جبران الخاطف من الذين أنفضوا عنه حين اكتشفوا معارضته للنفس العربية الإسلامية ومضادته للمزاج الإسلامي (١). اهـ.
[* الدكتور فؤاد زكريا والدعوة بكل قوة إلى العلمانية:]
الدكتور فؤاد زكريا الحاصل على درجة الماجستير والدكتوراه في الفلسفة من جامعة عين شمس عام ١٩٥٦ م عمل أستاذًا ورئيسًا لقسم الفلسفة حتى ١٩٧٤، وعمل مستشارًا للعديد من الجهات ومنها الشئون الثقافية والعلوم الإنسانية لليونسكو بالقاهرة، ونائبًا لرئيس الهيئة الاستشارية لدراسة الثقافة العربية، وله العديد من الدراسات والمقالات منها:"اسبينوزا ونظرية المعرفة"، "الإنسان والحضارة"، ترجمة ودراسة جمهورية أفلاطون وغيرها، يدعو إلى العلمنة بقوة، ويطالب بحصر الدين في المسجد أو بإبعاده، وله مناظرة شهيرة أجراها مع الشيخين القرضاوي والغزالي.
- يقول الدكتور فؤاد زكريا في حوار له مع جريدة الثورة الدمشقية - العدد ٦٧٧٥: "إن أوربا قد وجدت الحل الأمثل لمشكلة الدين في حياتها -بإزالته وإقصائه عن ميادين الحياة كلها- أما نحن فلا نزال ننتظر من يتمتع
(١) "أصالة الفكر الإسلامي في مواجهة التغريب" لأنور الجندي (ص ٣٧٨ - ٣٨٤).