مؤتمر الثقافة العربية بمثابة محاكمة عاجلة للدين والنصوص، القرآنية حيث اقتصرت الندوة على بعض الشخصيات التي تدعو دائمًا إلى عولمة الدين وفصله نهائيًّا عن الدولة، الأمر الذي أصاب بعض الحضور بحالة استياء شديد .. بالإضافة إلى تعليق أحد الحضور بأن المتحدثين أغفلوا عن عمد توجيه أي نقد للسلطة والأنظمة الحاكمة وصبوا جام غضبهم على الدين والقرآن.
[* جمال البنا وطوامه:]
- ففي بداية الندوة حاول الدكتور والمفكر الإسلامي جمال البنا وضع خطوط تجديد الخطاب الإسلامي بالعناية باللغة العربية وتدريس النحو العربي، وقسّم البنا مشروعه إلى جزءين طرح جزءًا يتعلق بمدى التزام المسلمين بثلاثة أشياء أهمها ضرورة استلهام النصوص الصحيحة من القرآن الكريم التي تواكب العصر والحياة والعمل بها .. ثم استلهام الحكمة من أفعال الرسول - صلى الله عليه وسلم - والعمل بالحجج الثابتة والمذكورة في القرآن.
أما الثلاثة الأخرى التي اقترحها الدكتور جمال البنا في مشروعه "تجديد الخطاب الديني" فهي تقوم على عدم الاعتماد على تفسير بعض المفسرين للقرآن الكريم باعتبارها تفاسير إسقاط بشري وجدت في أزمنة وأوقات مختلفة عن الحاضر واعتبر البنا أن بعض التفسيرات هذه هي إسقاط بشري عن النص المعجز يكاد أن يكون شركًا.
أما الاقتراح الثاني فهو الصورة غير الشرعية التي يقدمها بعض المستحدثين عن السلف الصالح واعتبر الاعتراف الكامل بالسلف الصالح أمرًا ليس ضروريًّا.
أما الاقتراح الأخير الذي طرحه البنا ويتعلق بعدم الالتزام بآراء الفقهاء الذين وضعوا هذه الآراء على أساس المذاهب السنية الأربعة وباعتبار أن هؤلاء الفقهاء رغم عبقريتهم فإنهم بشر معرضون للخطأ والصواب، ولأن