وكما أولت فرنسا الجنرال لافيجري اهتمامًا خالدًا بإقامة تمثاله الضخم في مدخل تونس، كذلك أقيم للمارشال ليوتي مدفنًا على ربوة تشرف على مدينة رباط الفتح بالمغرب.
وقد أشارت جريدة المقطم إلى الرابطة بين أهداف كرومر وليوتي، فقال خليل ثابت رئيس تحريرها: إن كرومر وليوتي كانا يمثلان سياسة من أكبر السياسات في القرن التاسع عشر فإنهما مع عنايتهما بالإصلاح الإداري والمالي والاقتصادي، لم ينسب أنهما وكيلا دولتين لهما أغراض ومقاصد لا بد من مراعاتها والسهر عليها وأنهم كانوا من أعظم رجال الاستعمار.
- وبعد فقد كان ليوتي عاملاً على هدم ثلاث قواعد هامة:
١ - اللغة العربية وإحلال اللغة الفرنسية مكانها وتشجيع اللهجة البربرية.
٢ - تحويل التعليم إلى اتجاه الفكر التونسي والثقافة التونسية والقضاء على القرآن والدراسات الإسلامية.
٣ - إقامة المحاكم البربرية، وذلك للقضاء على النظم القضائية المستمدة من التشريع الإسلامي.
* الكردينال لافيجري طبّق ما وصّى به لويس التاسع وهو مؤسس جمعية الآباء البيض المبشرين في الجزائر وتونس وهو أكبر دعاة التغريب في المغرب العربي:
يعد الكردينال لافيجري من أكبر دعاة التغريب والعاملين على تثبيت قواعد النفوذ الأجنبي في المغرب العربي كله، وعندما توفي ١٨٩٢ كان عملاً ضخمًا قد تم في الشمال الأفريقي لتركيز دعائم النفوذ الفرنسي حتى نسب