لما حفظنا للقبائليين (البربر) في الجزائر حالهم، اتخذوا اللغة الفرنسية بدلاً من العربية، ولا بد لبربر المغرب أن يتبعوا تلك الخطة، ومن الواجب علينا إعانتهم على ذلك، وقانونهم الخاص لا علاقة له بالقرآن، فيجب أن نثبته ونتممه ونرقيه بكيفية بربرية، إن لم تكن فرنسية، ولا نترك القرآن يثبت في أوطانهم، ولقد جعلنا برنامجًا للتعليم البربري في فكرة فرنسية، وجعلنا المدرسين من القبائليين وذلك من أحسن الوسائل لمصادرة اللغة العربية".
- وهكذا كشف مخطط ليوتي وحلفائه هدفهم في القضاء على اللغة العربية والإسلام والقرآن أساسًا باعتبارها وسائل المقاومة للغاصب، وقد أشار الجنرال مارتي في كتابه (مغرب الغد) إلى هذا المعنى حين قال: "لا حاجة لنا في تعليم العربية إلى المستغنين عنها، والعربية رائد الإسلام، ويجب علينا أن نمدن البربر خارج طور الإسلام ويجب علينا أن نمر من (البربرية) إلى (الفرنسية) بدون واسطة، ولا بد لنا من فتح مدارس فرنسية بربرية تتعلم فيها الشبية البربرية اللغة الفرنسية، ويجب علينا أن نأخذ الاحتياط في المذاكرة معهم في شأن الدين؛ لأن الإسلام ما وضع على البرابر إلا صبغة سطحية".
وصور مارتي هذه المدرسة الفرنسية البربرية.
- فقال: "إنها فرنسية باعتبار ما يقرأ فيها وبربرية باعتبار تلاميذها فلا حاجة إلى واسطة أجنبي حيث إن التعليم العربي، وتدخل الفقهاء، وكل المظاهر الإسلامية ستبعد عنها ابتعادًا، وبذلك نبعدهم قسرًا عن كل ما يطلق عليه لفظ إسلام".
- وقد أشار فيكتور فيكي إلى إنه يهتدي في ذلك بتعليمات المارشال ليوتي التي تهدف إلى مصادرة اللغة العربية وكتابة البربرية بحروف فرنسية.
وأشار جان جيرو في مجلة المغرب الكاثوليكي إلى أن الجنرال ليوتي فهم أن إثارة التناقض بين العنصرين البربري والعربي هو الكفيل بجلب المصالح لدولة فرنسا وأنه قد اندفع إلى ذلك بما له من ذكاء حاد يكشف به جانب