للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الفصحى يحتمل بل يرجح بقاؤها في القرآن إلى منتهى الأزمان، ولكن لا ينتج عن ذلك بقاء اللهجة في البلاد العربية كما هي الآن، ورد عليه الأب لويس شيخو اليسوعي والأب صالحاني.

[* جميل صدقي الزهاوي مرة أخرى ورد الشيخ علي يوسف عليه:]

كتب الشاعر جميل صدقي الزهاوي مقالا في ٩ أغسطس ١٩١٠ في جريدة المؤيد بعث به من بغداد عن ما أسماه "لغة الكتابة ووجوب اتخاذها باللغة المحكية" يقول: إني فتشت طويلاً عن انحطاط المسلمين فلم أجد غير سببين، أولهما الحجاب الذي عددت في مقالاتي الأولى مضاره لو كانت هناك آذان واعية، والثاني: هو كون المسلمين ولا سيما العرب منهم يكتبون غير اللغة التي يحكونها، وواضح أن الزهاوي قد تابع في هذه الدعوة كتابات المقتطف وولمور وويلكوكس ومن لف لفهما وأنه لم يكن يصدر عن الأصالة بل كان يصدر عن التبعية التي عرفت عنه في كثير مما اتجه إليه، وقد صفق له دعاة التغريب وأعجبوا به وأطلقوا عليه لقب المجدد والمحقق والعالم الكبير، ورد الشيخ علي يوسف على الزهاوي، فقال: إن مسألة اللغة الكتابية في العربية ذات وجهين: لكل أصحاب وجهة منهما براهين وأدلة على صحة مذاهبهم وبطلان مذهب مخالفيهم وأكبر الاعتراضات التي ترد على حضرة الفاضل الزهاوي أن لغة التخاطب ليست واحدة عند الأمم العربية بل هي تكاد تكون لغات متعددة، وبين لغة كل أمة من هاته الأمم دخائل مجهولة عند الأمم الأخرى، فأهل الغرب الأقصى يختلفون في النحت والمزج اختلافًا كثيرًا عن أهل العراق مثلاً في تخاطبهم ويكثر في كلامهم الدخيل من لغة البربر، وأهل الجزائر في الغرب يختلفون كثيرًا عن أهل اليمن في تخاطبهم مزجًا ونحتًا ودخيلاً كذلك يوجد بعض الاختلاف بين أهل الشام ومصر وهي أهل الوسط في اللسان العربي كما يوجد اختلاف بين كثير بين بعضهم والأمم