للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

- ويقول صاحب النص في مقطع آخر منه، متخذًا من لفظة العرش التي هي من خصائص الذات الإلهية في المفهوم الإسلامي علامة على هلاكها، مع الإلحاح على مفردات قرآنية وعقدية توحي بالسخرية والتهكم:

"لك الذي ما ليس لكْ

لك الفصول أينعتْ

لك السماء .. انفطرتْ

والأغنياء انفرطتْ

فخذ عصاك وابتعدْ،

يا من بعرشه هلكْ" (١).

- وعلى فرض أنه يخاطب كيانًا آخر، فهل يجوز لصاحبنا أن يضعه في دائرة الألوهية والملك والسماء والانفطار والعرش؟ وهل صارت خصائص الذات الإلهية نهبًا مشاعًا للهالوك يفعلون بها ما يشاءون وفقًا لمفهوم الحرية القاصر عندهم، وكسر المعتاد والثوابت؟.

[* الرفيق أحمد طه قاتله الله من زنديق:]

أما الرفيق الهالوكي الآخر، فيضع نفسه في مقام الذات الإلهية مباشرة، ليسبّح نفسه، ويقّدس نفسه؛ يقول في نصٍّ بعنوان "ثنائية":

"جيمي جحيم وجيمكمو جنّةٌ

وأنا واحد في الجحيم

أسبّحني .. وأقدّسني.

أستجير بكم: أشعلوا الماءَ في جسدي" (٢).


(١) المصدر نفسه (ص ٣١٥).
(٢) أحمد طه - الكرمل - العدد ٤/ ١٩٨٤ (ص ٣١٦)، وانظر "الورد والهالوك" (ص ٣١٩).