للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حيثيات هذه الدعوة ما قرأه حجازي للدكتور فرج في بعض كتبه من أن "الدين هو الرابطة المقدمة على أية رابطة أخرى، فالدين في نظر السيد فرج ليس مجرد اعتقاد، أو علاقة بين الإنسان وخالقه، وإنما هو أيضًا قومية وجنسية" (١).

[* حجازي والموديلات العارية]

بكى حجازي بكاءً مرًّا وهاج هياجًا شديدًا للنكبة التي نزلت بالفن؛ لأن وزيرًا مسئولاً حرّم "الموديلات العارية" في كليات الفنون. والموديلات العارية نساء يُستأجَرن ويجلسن ويقفن أو يضطجعن -تبعًا للوضع المطلوب- عاريات تمامًا ليرسمهن الطلاب والأساتذة.

ووصف حجازي الوزير الذي أصدر القرار بالاستبداد وضيق الأفق وقال بالحرف الواحد: "نريد أن نحرر عقولنا من الخرافة، ونعالج نفوسنا من الخوف، ونعامل أجسامنا بما هي جديرة به من اعتزاز واحترام" (الأهرام ١٦/ ٦/١٩٩٩).

وهل لا يكون الاعتزاز بالجسد من وجهة نظره إلا بالتعرية.

ولقد رد عليه فهمي هويدي في الأهرام ٦/ ٧/١٩٩٩ تحت عنوان "لكي نتجنب مصير الهنود الحمر" قائلاً: "إنها فكرة غير إنسانية تبتذل جسد المرأة وتهينه .. بالمناسبة هل يقبل المدافعون عن رسم الجسد العاري أن تقف أمهاتهم أو زوجاتهم أو بناتهم هذا الموقف أمام الطلاب وغيرهم من هواة الفن؟ .. وهؤلاء المشغولون بالدفاع عن رسم الجسد العاري لم نجد لهم دورًا ولا باعًا في الدفاع عن الأمة العارية المكشوفة حضاريًّا، والتي لا تكاد تجد ما


(١) انظر مقال الدكتور جابر قميحة - مجلة آفاق عربية - العدد (٦١٠) - ٥ من ربيع الآخر ١٤٢٤ هـ - ٥ من يونيه ٢٠٠٣ م.