للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

١٨٧١ م) كانا على صلة بالإرساليات الأمريكية الإنجيلية، وكان يترددان على مطبعتها في بيروت التي كان يُشرف عليها وقتذاك الدكتور فانْديك وقد علم اليازجي الكبير في مدارسهم، وأعان ابنه في ترجمته التوراة إلى العربية، ثم قدم بعد ذلك إلى مصر ومات بها، واحتفلت المحافل الماسونية في القاهرة والإسكندرية بتأبينه، وله قصيدة سينية دعا فيها العرب إلى الثورة على الترك كما فعلت شعوب البلقان، وفي هذه القصيدة يبدو وجه الدعوة العلماني واضحًا حين يهاجم الشاعر القائمين بأمر الدين من المسلمين والمسيحيين على السواء حيث تقول:

ودَعوا مقال ذوي الشِّقا ... ق من المشايخ والقساقسْ

ما هم رجال الله فيـ ... كم بل هم القوم الأبالسْ

يمشون بين ظهوركم ... تحت الطيالس والأطالِسْ

فالشر كل الشر ما ... بين العمائم والقلانِسْ

دبَّت عقاربهم إِليـ ... كم بالمفاسد والدسائس

وإبراهيم اليازجي صاحب هذه القصيدة السينية هو صاحب مجلة الضياء.

[- بطرس البستاني:]

ومن مؤسسي هذه الدعوة بطرس البستاني (١٨١٩ م-١٨٨٣ م)، وقد كان أيضًا على صلة بدعاة المذهب الإنجيلي البروتستانتي من الأمريكان، وتولى منصب الترجمة في قنصلية أمريكا ببيروت، وأعان الدكتور سمث المبشر الأمريكي، ثم الدكتور فانديك من بعده في الترجمة البروتستانتية للتوراة التي تمت في سنة ١٨٦٤ م، ثم طُبعت في أمريكا سنة ١٨٦٦ م، وأعان الدكتور فانديك أيضًا في إحياء مدرسة عبية الأمريكية، وهو صاحب