١ - الوهابية: يرى الدكتور عمارة أن الإمام محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله- "دعا إلى العودة لإسلام شبة الجزيرة الأول إسلام ما قبل عصر الفتوحات ذلك الذي يكفي الإنسان منه النصوص دونما حاجة إلى العقلانية الكلامية أو الفلسفية وما أثمرت من قياس ورأي وتأويل""الطريق"(١٦٠).
وإنه:"هاجم القياس حتى ولو كان صحيحًا وأعرض عن التأويل في فهم النصوص وتفسيرها وأعلن أن الرأي لا وزن له بجانب النصوص""الطريق"(١٦١).
وأن الوهابية:"حركة تجديد سلفية نشأت في بيئة عربية بسيطة لم تعرف الفكر المركب لخلوها من تعقيدات الحضارة وأنماطها الفكرية المركبة فكانت صورة إسلامها هي صورة الإسلام العربي الأول في عصر صدر الإسلام"" الطريق"(١٦٣).
"كانت الوهابية كامتداد للفكر السلفي إسهامًا في الاستقلال الحضاري لأمتنا العربية الإسلامية وإن تكن بداوة بيئتها وفقر الأفكر الفلسفي عند أعلامها قد جعل إسهامها على هذه الجبهة متمثلاً في رفض التبعية الفكرية مع العجز عن الإبداع في بلورة البديل وتطويره""الطريق"(١٦٥).
و"الوهابية بسبب من بداوة البيئة التي نشأت بها قد اتخذت موقفًا غير ودي من العقلانية ومن التمدن""الطريق"(١٦٦)، ولذلك يقول محمد عبده عنها:"لم يكونوا للعلم أولياء ولا للمدنية أحباء""الطريق"(١٦٧).
ولقد "عجزت عن تلبية حاجات البيئات العربية الإسلامية المتحضرة ذات الفكر المركب والتطور الحضاري المتقدم""الطريق"(١٦٧).
ولهذا "ظلت دعوة ودولة في شبة الجزيرة وحدها ودون أن تتعداها""العرب والتحدي"(١٥١).