من الأرض وقتلت من العرب، ودمرت فلم يراجع سارتر نفسه ولم يعدل موقفه إلا بعد أن اشتعل النضال الفلسطيني بعد الهزيمة، وامتدت نيرانه إلى بعض العواصم الأوربية.
وبعد، فلقد سقط فكر سارتر قبل أن يذهب لأن دعوته هي نوع من هوى النفس، وهي مواجهة لتحد عاشه في عصره .. ولكن الزمن يتحول، والفكرة التي تكون اليوم استجابة لوضع معين .. فإنها سرعان ما تسقط مع تحولات الزمن والبيئات، ولذلك فإن الوجودية لم تستطع أن تكون مذهبًا قائمًا أو مستمرًا، وهكذا كل الأيدلوجيات البشرية التي صنعها الفلاسفة وظنوا أنهم قد استطاعوا بها حل مشاكل عصرهم ذلك أن هناك منهجًا واحدًا: هو الذي يستطيع أن يحل مشاكل الإنسان في كل العصور والبيئات؛ ذلك هو منهج الله الحق (لا إله إلا الله).
[* الدكتور عبد الرحمن بدوي أول فليسوف وجودي مصري:]
وفي مصر تقدم عبد الرحمن بدوي برسالة دكتوراه عن "الزمان الوجودي" ورأس الحفل الدكتور طه حسين واشترك مع المستشرقين بول كراوس وأعلن طه حسين أن عبد الرحمن بدوي أول فليسوف وجودي مصري، وقد قدم بدوي الفكر الوجودي وترجم كل المصطلحات الوجودية الشاقة وترجم كتاب سارتر الضخم (الوجود والعدم)، ولم يلبث عبد الرحمن بدوي أن اختفى وطوته الموجة التي تطوي كل المذاهب الضالة والمنحرفة، وكشف الفكر الإسلامي عن أصالته في أنه يرفض كل ما ليس متصلاً بقيمه الأصيلة مهما بدأ يومًا وله بريق أخاذ، لقد كانت فلسفة سارتر شؤمًا عليه، فقد أضفت عليه ظلاً مظلمًا ما زال يلاحقه.
- وقد كان عبد الرحمن بدوي قبل سارتر تابعًا للفلسفات الباطنية والمجوسية يحييها ويرد إليها الروح، ويقدم شخصيات قلقة في تاريخ الإسلام