في إطارها الصحيح؟ لماذا لا يقدمون الطيب والكريم والنافع ويؤثرون عليه الخبيث والفاسد والمنحرف منذ أن اصطنع لهم طه حسين ترجمة القصة الفرنسية المكشوفة (ومن سَنَّ سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها) وفي مجال التراث تفسح الصحافة العربية أعمدة كثيرة، وموضوعات متعددة، وترمي تراثنا بأنه صحائف صفراء كما يقول يوسف إدريس وغيره، وهو قول باطل؛ فإن تراثنا تشهد له الدنيا كلها، وعلماء الغرب المنصفون يعرفون قدره، ولا يماري في هذا إلا عدو أو جاهل أو مضلل.
[* محمد أنيس منصور ودوره الكبير في إحياء الأساطير الفرعونية:]
ولقد قام محمد أنيس منصور بدور كبير في إحياء الأساطير الفرعونية في مقالات متصلة، وقدم ركامًا كثيرًا عن الفكر الفلسفي والديني عن الفراعنة وهو من نافلة القول التي لا تقدم ولا تؤخر، فلم يعد هناك من يؤمن بهذه الأساطير، كذلك فقد كانت من خداعات الكتاب ذلك الحديث المكرر المعاد عن ديانة التوحيد عند إخناتون ولم يكن إخناتون إلا أحد مؤلهي الشمس، أما ما عرفه الفراعنة من النظريات الطبية والفلكية وما بلغوه في مجال الهندسة والعمارة والزراعة، فذلك تراث الأجيال الذي قدمته لهم الأديان السماوية أساسًا، ولكن الفراعنة لم يكونوا إلا مسخرين للأساطير والأشباح والأرواح والسحر وما يسمونه سر الأرقام وقوى الحروف وهي من الخدع الباطلة، أما إيمان الفراعنة بالحياة بعد الموت فهو مستمد من أديان السماء، والهدف معروف لتقديم كل هذه الأساطير، وهو بلبلة الأذهان وصرفها عن مفهوم الدين الحق والتوحيد الأصيل.
[* أنيس منصور والوجودية:]
ويُعنىَ أنيس منصور بالوجودية وكتابات فرانسوا ساجان ويملأ الصفحات